من المعروف عندنا أن غطاء رأس الإفرنج (البرنيطة)، وأن نعالهم في الأكثر الصرم السوداء، و(التاسومات): وأن لباسهم في الغالب هو الجوخ الأسود، وأما الفرنساوية فإنها في الغالب أيضًا على هذا الملبس إلا أنهم لا يلزمون ملبسًا خاصًا، بل كل إنسان يلبس باختياره ما تأذن له العادة بلبسه، والغالب أن لبسهم ليس زينة، وإنما هو في غاية النظافة، ومن العوائد العظيمة: انتشر لبس القمصان والألبسة والصديريات تحت ملابسهم، فإن الموسر يغير في الأسبوع عدة مرات، وبهذا يستعينون على قطع عرق (الواغش)1 فلذلك كان لا أثر للقمل ونحوه إلا عند من اشتد به الفقر.
وملابس النساء ببلاد الفرنسيس لطيفة بها نوع من الخلاعة، خصوصًا إذا تزيَّنّ بأغلى ما عليهن، ولكن ليس لهن كثير من الحلي فإن حليَّهن هو الحلق المذهب في آذانهن، ونوع من الأساور الذهب يلبسنه في أيديهن خارج الأكمام، وعقد خفيف في أجيادهن، وأما الخلاخل فلا يعرفنها أبدًا، ولبسهن في العادة الأقمشة الرقيقة من الحرير أو (الشيت) أو (البفت) الخفيف، ولهن في البرد شريط فروة فيضعنه على رقابهن، ويرخين طرفيه كالمآزر؛ حتى يصل بطرفيه إلى قرب القدمين.
- ↑ يريد: الحشرات.