أنه أمر الوَنشريسي بالحضور بازائه عند المحراب، وأن يتطيب وأن يظهر أنه لم يعرفه وهو لا يعرف قراءة القرآن ففعل، فلما صلى والناس حوله سأله من أنت؟ فقال:أبو عبد الله الونشريسي، فقال المهدي:إن أمرك لعجب، ونادى في الناس فحضروا فقال:هذا الرجل يزعم أنه الونشريسي فانظروه وحققوا أمره. فلما أضاء النهار عرفوه. فساله المهدي ما قصتك؟ فقال أني أتاني الليلة ملك من السماء فغسل قلبي وعلمني القرآن والموطاً وغيرها من العلوم، فبكى المهدى بحضرة الناس ثم قال له تحن نمتحنك فقال افعل وابتدأ بقراءة القرآن فقرأ بقراءة حسنة من أى موضع سئل. ثم قال إن الله قد أعطاني نوراً أعرف به أهل الجنة من أهل النار، وآمر كم أن تقتلوا أهل النار وتتركوا أهل الجنة، وقد أنزل الله ملائكة الى بئر بموضع كذا يشهدون بصدقى. وكانوا وضعوا فيها رجالا. فسار اليها المهدى والناس، وصلى المهدى عندها وقال:يا ملائكة الله إن أبا عبد الله الونشريسي قد زعم كيت وكيت، فقال من بها: صدق. وكان أمرهم بالشهادة له. لما قيل ذلك من البئر قال: إن هذه البئر مطهرة مقدسة قد نزل اليها الملائكة والمصلحة أن تلطم لئلا تقع فيها نجاسة أو ما لا يجوز، وألقوا فيها من الحجارة والتراب ما لطمها بمن فيها، وفعل بأهل الجبل من حضورهم بغير سلاح وقتلهم بعد ذلك ما دل على تزندقه. ووقائعه مع أمير المسلمين كثيرة
ولما بعث جيشه وكسر سأل هل مات عبد المؤمن؟ فقيل: لا، فقال: إن الأمر باق. وهو الذي فتح البلاد ووصى أصحابه باتباعه، وكان إذ ذاك مريضاً وحرضهم على اتّباعه وتسليم الامر اليه. وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة