انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/83

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
نسب المتمين
٦٧

أهل الحق، فقتل بعد أن صلي ركعتين وأظهر السرور بالقتل طلباً للقاء الله تعالى . وأجمعت القبائل على طاعتهم، ومن خالفهم قاتلوه ، وبقوا على ذلك الى سنة خمس [وأربعين ١] وأربعمائة فقحطت بلادهم فأمر ابن ياسين ضعفاء هم بالخروج إلى السوس وأخذ الزكاة ، فخرج منهم تسعمائة رجل وقدموا سجلماسة وطلبوا الزكاة فجمعوا لهم شيئاً قدره الله وعادوا ثم أن الصحراء ضاقت بهم وأرادوا اظهار كلمة الحق والعبور الى الاندلس ليجاهدوا الكفار، فخرجوا إلى السوس الأقصى [ سنة ٤٤٥ ١] فاجتمع لهم أهل السوس وقاتلوهم فانهزم المرابطون وقتل عبد الله بن ياسين الفقيه [ سنة ٤٥٠ ١] وعاد أبو بكر بن عمر وجمع جيشاً وخرج إلى السوس في ألفي راكب فاجتمع من بلاد السوس وزناتة أثنا عشر ألف فارس فأرسل اليهم وقال: افتحوا لنا الطريق لنجوز الى الاندلس وتجاهد اعداء الاسلام فأبوا ذلك ، فصلى أبو بكر ودعا الله تعالى ، وقال : اللهم ان كنا على الحق [ فانصرنا ] وإلا فأرحنا من هذه الدنيا، ثم قاتلهم وصدق هو وأصحابه القتال فنصرهم الله تعالى وهزم أهل السوس ومن معهم ، وأكثر القتل فيهم وغنم المرابطون أسلابهم وأموالهم ، وقويت نفسه ونفس أصحابه وساروا الى سلجماسة فنزلوا عليها وطلبو أمن أهلها الزكاة فامتنعوا عليهم ، وسار اليهم صاحب سلجماسه ، فاستولوا عليها وكان ذلك سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة واستعمل عليها يوسف بن تاشفين اللمتوني وهو من بني عمه الأقربين ورجع إلى الصحراء؛ فأحسن يوسف السيرة في الرعية ولم يأخذ منهم سوى الزكاة فأقم بالصحراء مدة

ثم عاد أبو بكر بن عمر إلى سلجماسه فأقام بها سنة والخطبة والأمر له والنهي، واستخلف عليها ابن أخيه أبا بكر بن إبراهيم بن عمر وجهز مع يوسف بن تاشفين

  1. 1٫0 1٫1 1٫2 الزيادة من ابن خلدون