ليقاتلوه، وكان بقفصة، قوافوه وكان مع الموحدين جماعة من الترك فثاروا عليهم فانهزم الموحدون وقتل جماعة من مقدميهم، وكان ذلك في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ، فلما سمع يعقوب الخبر أقام بمدينة تونس الى قصف رجب من السنة، ثم خرج فيمن معه من العساكر يطلب الملثم والاتراك ، فوصل اليهم والتقوا بالقرب من مدينة قابس واقتتلوا فانهزم الملثم ومن معه، فأكثر الموحدون القتل حتى كادوا يفنونهم ولم ينج منهم الا القليل، فقصدوا البر ورجع يعقوب من يومه الى قابس ففتحها وأخذ منها أهل قراقش وأولاده وحملهم إلى مراكش، ودانت له البلاد كلها : طرابلس وأفريقية
ثم أظهر قراقش الانابة إلى الموحدين ومات علي بن اسحاق الميورقي ، وتولى اخوه يحيى ، وكان ذلك سنة ست وثمانين وخمسمائة، ولحق قراقش بالسيد المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ١، فأقام بها زمانا تحت كرامته ثم انصرف عنها فاراً فرجع إلى قابس وخادع أهلها حتى دخلها فقتل جماعة منهم ، وأظهر الرجوع عن الانابة واستدعى جماعة من أشياخ العرب الذبابيين فقتل أعيانهم وممن قتل منهم محمود بن طوق بن بقية - واليه تنسب المحاميد - وحميد ابن جارية في سبعين ٢، واستولى عليها وعلى طرابلس بعد انتقاضهما عليه . ثم وقع
- ↑ ذکر ابن خلدون ان قراقش نزع إلى طاعة الموحدين سنة ٥٨٦ فهاجر اليهم بتونس وتقبله السيد أبو زيد بن أبي حفص بن عبد المؤمن.اهـ وابو زيد هذا كان صاحب تونس اذ ذاك . وكان صاحب أفريقية والمغرب المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن
- ↑ قتلهم بقصر المروسيين ، وهذا القصر بقابس اختطه واقع بن مكنى ، وقيل رشيد بن كامل وكلاهما من دهمان من بني هلال
والمحاميد قبيلة عربية طرابلسية مشهورة بعزة النفس والكرم، ونساؤهم شديدات التحجب لا يكاد الانسان يراهن ولا زلنا نعرف منهم هذا إلى اليوم، وهم يسكنون البادية وبيوت الشعر ولهم رحلة في الصيف الى الزاوية يتفيئون فيها ظلال الاشجار والنخيل بالسايرية وما اليها الى سرمان
وحميد بن جارية جد الجوازي واليه ينسبون وهم قبيلة عربية بطرابلس وبعضها يسكن صرمان و بعضها يسكن النواحي الاربعة فيما بين طرابلس وغريان