ترجمة المؤلف
هو الاستاذ الفاضل العلامة المحقق أبو عبد الله محمد بن خليل غلبوت الطرابلسي المصراتي كان رحمه الله تعالى محباً للعلم مشاركا فيه ، له قدم راسخة في الأمر بالمعروف والجهر بالحق ، وله وقفات مشرفة في انكار المنكر بماله وبجامه . فقد أذن عامل مصراته في زمانه بتقطير الخمر من النخل ، فعارضه الاستاذ في ذلك ووعظه قائلا له : إن هذا لا يسكم في دين الا الله ، فأعرض العامل وتأي بجانبه ، فذهب الاستاذ إلى ملتزمي بيع الخمر وأعطاهم ما دفعوا من مال و كفوا من بيعه . ولم يكتف هذا بل ذهب الى الوالي احمد باشا القره مانلى ورجاء في عدم الاذن ببيع الحمر فقبل رجاءه لما له من المكانة عنده ، وعزل عامل مصراته
وكان ينكر على أرباب الطرق أعمالهم المخالفة وما أحدثوه من تحريف في أسماء الله و يجاهر بذلك وكانت له مناظرة في شأن الطرق مع الشيخ محمد النعاس التاجوري فظهر عليه وألزمه الحجة . ولما سقط في يد الشيخ محمد النعاس النجأ إلى طريق الجهل والتعصب وقال هذه طريقة مشايخي لا يسعنى تركها كائنة ما كانت كبرت كلمة تخرج من فيه .
وقد ارتحل الاستاذ ابن غلبون الى الازهر في طلب العلم ، و أخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الرءوف البشبيشي ، والاستاذ أبي محمد عبد الله بن يحيى السوسي وغيرهما ورجع الى بلده مصراته سنة ١١٣٣ ولم أطلع على تاريخ ذهابه إلى الازهر
وكان يعلم في مصراته التفسير والفقه والحديث و غيرها من العلوم وكان يعظم طلبة العلم ويحترمهم ، وطلب إلى احمد باشا اسقاط الضرائب عنهم فأجاب طلبه وأسقطها