وبنى بالقلعة بيوتاً ومقاصير أنيقة وجدد ما وهي منها وقد كانت قبله خرابا. وهو الذي جدد الباب للخندق الغربي الكائن بين سوق الخضرة والحدادين. وبنى المخازن التي على يمين وشمال الداخل منه إلى القلعة وبنى الحاجز بين القلعة ومجلس قائد الخندق، حتى منع الداخل لغير حاجة. و بنى «الفسقية » لسقي السفن على ساحل البحر التي لحق نقصها المسلم وغيره من غير تعب. وبنى الحواصل التي على يمين داخل القلعة من الباب الموصوف الملصقة بسور المدينة تجاه القلعة، وغير ذلك من مهام المسلمين. وكل هذا مع ضيق يده وكثرة شكاةالفقراء اليه فتجده في مراعاة الصلاح يشتد في جباية الخراج وربما استعجله، فرماه من لم يدر حاله بالجور، أعانه الله ووفقة
ومن شدة حلمه تجرأ العمال على الرعية فيزيدون شيئا عليهم لم يدره وتأتيه الرعية فيقبل قولهم فيستشفع العمال بمن يليه فيحلم عليهم فيظن غير الخبير بأحواله أنه راض. وقد شاهدته مرارا يصرح بأن الرعية ثقل عليها المغرم وأنه لم يجد سبيلا لرفعه عنهم الحاجة. فقلت أن ذلك من جور العمال وأدراجهم في الضرائب مالم يكن لازما، فيقول السلطان لا بد له منهم وهم كدعائم البيت جزء منه، ويتعلل بالحياء وهو كما قال ، لما شاهدناه من حياته. وقد كان أرسل كاهينه ( حسن الاحمر ) في شعبان يطلب من العمال شيئاً يستعين به على مصلحته فلما
حل يبلدنا يطلب عاملها في ذلك وهو إذ ذاك ( سالم بن خليل الادغم ) تعلل له بضيق اليد وأنه لم تقم به أجرة عمله المفروضة له على الرعية، واستشاره في أن يأخذ ذلك من المحررين من الوظيف نفوض له الامر فأول من قصده بالسوء جماعتي وأهل حمايتي لمنافاة طبعه طبع بني آدم، لما عليه أصحابنا من مداومة طلب العلم ولما كان يسمعه مني من النصيحة حين اجتماعي به من جهة السرف في الخراج [ فيخيل لمن ذهب تمييزه١] ان ذلك منى بغضاً له. فكتب على لسان
- ↑ كانت بالأصل ( يظن لذاهب ميزه الأصلى ) وهو تركيب فاسد