١٨٦ التذكار فوجدناه غير فسيح الساحة ، وغاب هنا الشيخ لترتيب المتفقرة عدة ، فرتبهم وقدم ، ، فلا مكث واستقر به المجلس سأل من الحال وبالغ في التلطف بنا . ثم استفهمني : هل ما يلفنا عنك من التعرض المتفقرتنا حق ؟ فأجبته : هو كما بلغك هني . وقلت : أنك تعلم محبتى لكم واعتقادي فيكم الخير. وأنت تعلم أن الدين النصيحة ، وأنا الليلة ضيفكم وبجواركم فحق عليكم نصحي بأن تبينوا لي الامور ومستندكم في ذلك بحجة واضحة وعلى قبولها ، أو تقبلوا بياني و حجتي فتعذروني فيها أتكلم : به . فكان من جوابه : ان هذه طريقة الشيخ سيدي عبد السلام ، فأجبته أن ليس ذلك طريقته ، وحاشاه أن يفعل ذلك ، وعلى تقدير فعله ذلك لا يقتدى به في ذلك اذ هو رجل مجنوب ذو أحوال لا يتعرض له في خاصة نفسه، ولا يسلم قعله المقتد به . فأضرب من ذلك وأخذ في الجدل ، فقال : وما تشكر منا ؟ فقلت : اجتماعكم الذكر ليلة الجمعة والاثنين بخصوصهما ؛ فقال : هذه ليال فاضلة ورد النص بتفضيلها ، فقلت قهم، وهل ورد نص في تخصيصها بشيء من العبادات ؟ فقال لم أقف على شيء . فقلت : أجمعت الامة على أنه لا يجوز لأحد أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه . فسكت ، فقلت : أتعتقدون أن صفيحكم هذا دين فأجاب : لولا الدين ما فعلناه. فقلت : يم يثبت الدين ؟ فقال بالتواتر : فقلت سلمنا أن الشيخ المستندين اليه يسلم له ويقتدى به ، فمن أثبت لكم هذا عنه ؟ و من روى هذه الطريقة عنه 7 فلابد أن تكون رواية اللدين بالعدول فقال : رواها شيخنا الشيخ سيدي على الفرجاني. فاجبته : هو أصل هذا الامر
و مؤسس قواعده و داعي الخلق اليه . فامتقع لونه ، فلما رأيت ذلك منه سألته هل يقبل قوله فيه أو شهادته 7 فأجاب : لا يقبل فيه . فانتقل الى الشيخ أبي راوي فأجبته وألزمته يمثل الاول ، فأفتى فيه بالاول . ثم اهتدى إلى الشيخ عبد السلام
ابن عثمان بعد مدة واحتج بروايته : فقلت : هو منسوب العلم ومشتهر بالعدالة .