قتالا شديداً ظهرت فيه شهامة المنصور وشجاعته حتى هزم مسكر سليمان وأكثر فيهم أهل فزان القتل . ثم ردوا بعد الهزيمة وكسر المنصور وانحن بالجراح، ولما علم عدم سلامته بعث رسولا إلى أخيه الطاهر ليفر بالحريم والخزانة ففر لارض السودان كما أمره ، ومات المنصور من جراحته وقتل أكثر عسكره ا على أثاث العسكر وسلاحه ، وتوجهوا إلى أرض فزان فملكوها وجعلوا واستولوا . عليها عاملا تركياً يقال له حسين النعال ومكث بها إلى سنة اثنتين وعشرين والف ، وجعلوا معه طائفة من الجند فقام أهل البلد عليهم فقتلو هم عن آخرهم واستأصلوهم و واسلوا الطاهر بأرض السودان فقدم عليهم وبايعوه
و لما رجع جند سليمان من أرض فزان أمر بخراب قرية تاجوراء ما كان يبلغه منهم . ثم رفع أهل تاجوراء به الشكاية بواسطة الجند السلطان أحمد ابن السلطان محمد ابن السلطان مراد ابن سليم بن سليمان وأخبروه بما فعل (٢) وأرسل أسطول شوانيه فدخلت طرابلس سنة ثلاث وعشرين فأشكاهم منه وألف فاحتال قندها في أخذ سليمان داي فأرسل اليه حتى أناء داخل السفينة فصلبه في محل القلع من السفينة
واختلف فيمن تولى أمرها من جهة السلطان أيام سليمان داي : قبل الشريف باشا وقيل بصدر مج باشا و اتفق على توليهما أمر البلد من جهة السلطان وبصدرمج بياء موحدة مفتوحة بعدها صاد ثم دال مهملتان ثم راه ثم ميم وجيم - نقب له وهو اسم القديد بلغة الترك، غلب عليه اللقب حتى لا يعرف الا به . وسبب تغلبه عليه كثرة مهاداته السلطان بقديد الغزال
(1) قوي أساس البلاغة : وشكوت اليه فلانا فأشكاني منه أي اخذ لي انه ما ارضاني به