خلف أدى إلى انكسارهم فأقلعوا عنها ولم ينالوا المراد منها
ولما بلغ الخليفة سليمان ابن سليم الخبر اغتم لذلك، وعزم على تجهيز جيش عرمرم لها ليريح المسلمين منها فعاجله داعي الموت
ولاية يحيى باشا
ولما مات طرغود أرسل الى طرابلس الخليفة سليمان واليا من قبله يقال له يحيى يلي أسطول شوانيها وتدبير أمرها وأمر الجند الذين بها ، فأقام بها الى سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة فمات ودفن خارجها بقصر قراقش الارمني١ وهو[غربي طرابلس ] على نحو ستة أميال أو أقل من ذلك
وتغلب الجند على أمر البلد فلم يكن لواليها من قبل السلطان تصرف٢، واضطرب أمرها وفسد نظام الملك وكثر الهرج في الرعية فتغلب على غريان رجل يقال له حجاج سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة ومنعها الطاعة. فلما كانت سنة خمس وثمانين وتسعمائة راسلت خودة بنت شرومة بن محمد الفاسي زوج المنتصر صاحب فزان العسكر بمدينة طرابلس أن يقدموا عليها تملكهم البلد، ووعدتهم بالعطاء الجزيل إن وصلوا اليها٣
وسبب ذلك أنها كانت تحت ابن عمها المنتصر بن الناصر بن محمد، وكانت له زوجة أخرى من أهل مرزك ولم يكن له منها سوى ابنة، وكان له من المرزكية
- ↑ هذا القصر لا تزال اطلاله موجودة وهو مبنى بالحجر المنحوت وتحته مغارات، وكان اسمه فراقش لما كان حاكما على طرابلس، والقرية التي بها القصر تسمى قرقارش، وهي محرفة عن اسم فراقش
- ↑ الذي بغير مقتضى تريب النائب في تاريخه أن هذا الوالى اسمه مصطفى، فقد ذكر بين ولاية يحي باشا وولاية سليمان على ثلاثة ولاة: مصطفى باشا، ولم يذكر له من الاعمال الا ما كان من نجدته لعامل القيروان لافتكاك تونس من بعد الاسبانيول ، وتوفي سنة ٩٨۲، ومحمد باشا وجعفر باشاء وهما اللذان ذكرناهما بعد
- ↑ وكان الوالى إذ ذاك محمد باشا التركى، ولم يذكره المؤلف، وكانت ولايته سنة ۹۸۲، وكان سيء الخلق جائرا في حكمه وهو الذى ولى مامى على فزان ، وتوفي سنة ٩٩٠