انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأصدر الامام سعود سنة ١٢٢٥ أمراً إلى قائد جيشه بأن يرسل آل خليفة إلى الدرعية، فأرسلوا مكرهين وعلى رأسهم شيخهم سليمان بن احمد بن خليفة وأخوه عبد الله وأبناؤهم وبعض أعوانهم ورجالهم، فاستقبلهم وذكر لهم مسا فعلوه وارتكبوه، ثم أمر باعتقال الرؤساء واعادة الآخرين إلى بلادهم، وعين فهد بن عفيصان قائداً على البحرين وأميناً على بيت المال.

و نقل آل خليفة الذين ظلوا في البحرين، أموالهم وأمتعتهم إلى السفن وساروا إلى مسقط ونزلوا لاجئين على سلطانها واستنفروه، كما استنفروا ايران جارة الخليج، وقبائل العتوب.

واستنجد سلطان مسقط بالاسطول البريطاني، فوصلت بعض سفنه وعليها عدد كبير من المقاتلة إلى «الزيارة» فنزلت فيها ونهيبت كل ما وجدته، ثم اتجهت الى المقامة (عاصمة الجزر) وفيها فهد بن عفيصان والحامية السعودية وعددها ٣٠٠ جندياً، فحاصرتهم اياماً ثم اخرجوا بالامان ما عدا ١٦ رجلا ومنهم الامير، فقد احتفظوا بهم رهائن مقابل رجالهم المعتقلين في الدرعية.

وتقدم من كان في الدرعية من آل خليفة إلى سعود طالبين اطلاق سراحهم لكي يذهبوا الى اخوانهم في الزيارة فيجتمعون اليهم ويدعونهم الى الدخول في الطاعة كما دخلوا هم، فان قبلوا انتهت المشكلة، وان أبوا عادوا إلى الدرعية كما كانوا، فوافق وارسل معهم بعض رجاله.

ولم تفترن المباحثات التي دارت بين الفريقين بنتيجة، فعاد الذين كانوا في الدرعية اليها وعاد معهم ابن عفيصان والذين كانوا معه.

وظل آل خليفة في الدرعية حتى اوائل سنة ١٢٢٦، فأطلق الامام سراحهم بعد أن بايعوه على السمع والطاعة.

ووقع نزاع بعد وصولهم بين ابنائهم وعشائرهم وبين القوات النجدية التي كانت ترابط في المنطقة تحول الى معركة كبيرة نشبت في البحر بجوار الجزر، فغرق عدد من سفن الفريقين وقتل كثيرون كان من جملتهم دعيج بن الصباح من آل

– ٨٨ –