وانتهى الأمر بدخولهم في طاعته ، ثم اتجه نحو الخرما وهي واحة معروفة بجوار تربه فنزل فيها.
وأرسل الأمير سعود ، حينا جاءه نبأ هذه الحملة ، وكان لا يزال يغزو في الشمال ، لعليات الى ربيع بن زيد ، أمير البوادي ، بأن ينهض بمن معه من الدواسر ، اللقاء الشريف ، فسار إلى الخرما وقاتله وهزمه وشلت حملته ولقد كانت هذه المعركة ، آخر ما دار ، فقد فتحت الطريق الى مكة ، بعدما خضدت شركة الشريف وذهبت بقراء .
هدنة وصلح موقت
جنح الشريف غالب بن مساعد ، بعد هذه الهزائم التي أصيبت بها حملاته ، وبعد ان استنفد جهده في المقاومة، إلى الصلح والسلام ، فدارت في سنة ١٢١٣ حادثات بينه وبين الدرعية ، انتهت بالاتفاق على انهاء حالة الحرب، واقامة صلح وسلام ، بشرط السماح لأهل نجد بالوفود الى الحجاز ، وتأدية فريضة الحج .
وعملا بأحكام هذا الاتفاق ، وصل الأمير سعود الى مكة ودخلها بموكب ضخم ، ومعه عدد كبير من أهل نجد ، حاضرة وبادية ، فاعتمروا وحجرا وعادوا الى بلادهم .
وكانت الحجة الأولى للأمير سعود ، وكانت في موسم . وعاد الأمير سعود بعد دخول مكة، فحج للمرة الثانية سنة ١٢١٤ ، وحج للمرة الثالثة سنة ١٢١٥ ، واجتمع في هذه المرة بالشريف غالب وتحدث اليه ، كما استقبل وفود العلماء ، ووزع الصدقات .
وعادت الحالة فاضطربت ، وعاد كل فريق الى حـامه فامنشقه . ويقول مؤرخو نجد ان سبب نقص الهدنة هو خلاف نشب بين الشريف غالب ، وبين وزيره عثمان بن عبد الرحمن المضايقي ، غادر هذا على أثره مكة وجـاء الى