انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وانطلق العربني، فزار مشاري وثنيان شقيقي الامير محمد بن سعود صاحب الدرعية وقص عليهما قصص الشيخ، وقال انه ينزل في بيته وانه يريد الحماية والامان، فذهبا إلى منزل شقيقها الكبير وقابلا اولاً زوجته و موضى بنت ابي وحطان، وكانت مشهورة بوفرة الذكاء وسعة المدارك والاحاطة بالأمور.

وتحدث الشقيقان مطولاً عن المهمة التي جاءا لاجلها، وذكرا خبر وصول الشيخ وأنه يبغي الحماية والرعاية والأمن والأمان، وتكلما مطولاً عن الدعوة التي يدعو بها، وهي اعلام كلمة التوحيد، ومحاربة البدع والخرافات، وقالا انهما لا يريان بأساً من حمايته، وتأييد دعوته.

ونقلت السيدة الى زوجها ما دار بينها وبين شقيقيه وأبلغته نبأ وصول الشيخ ودعته إلى تأييده ونصرته لأنه يدعو إلى الحق والى الاسلام الصحيح والرجوع إلى الله.

ولم يتردد في القبول والاضطلاع بالمهمة العظمى التي اختارته الاقدار لها.

ومما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع بين اقطاب البيت السعودي ، ان يبدأ الأمير الشيخ بالزيارة، اكباراً لشأنه، وتعظيماً لقدره، ولكي يعلن جهراً الناس أنه على وفاق واتفاق معه، وانه صار في حماء وتحت جناحه، وذهب الامير بالفعل الى دار العريني، ولما دخل على الشيخ بادره قائلا:

أبشر بالخير والعز والمنعة.

ورد عليه الشيخ فقال: وأنت ابشر بالعز والتمكين، والغلبة على جميع بلاد نجد. انها كلمة لا إله إلا الله، من تمسك بها، وعمل لها، ونصرها، ملك بها البلاد والعباد، انها كلمة التوحيد، وانها أول ما دعا إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم.

وتناول الشيخ بعد ذلك الحديث، فأفاض في الكلام عن سيرة الرسول الاعظم، وما دعى إليه، وما قام به اصحابه بعده من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وقال: «ان كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة

– ٣٩ –