انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أرواحهم في سبيل مقاومة الاحتلال الأجنبي الجديد الذي جاء يستعبدهم ويستحي نساءهم وأبناءهم، شأن كل احتلال، في كل زمان وعهد ومكان وارض.

وصهرت هذه الأحداث الشعب المصري وبعثت فيه روحاً جديدة، فنهض بعد جلاء الفرنسيين يقاوم الترك والمماليك الذين حاولوا أن يعيدوه إلى حكمهم وإرغمهم على تعيين محمد علي الالباني والياً على مصر بمساعدة قادة الحركة الوطنية الجديدة في مصر، بيد أنه ما لبث أن اندفع ينكل بهم بعدما استتب له الأمر كما اندفع في قتال جيرانه أبناء جزيرة العرب وأبناء السودان، ثم الدفع في قتال الدولة العثمانية في الشام محاولاً أن يرثها ويحل محلها، فانبرت له دول أوروبا ووقفت في طريقه وصدته عن سبيله واعادته إلى السيادة العثمانية فكان ذلك أول تدخل لأوروبا في شؤون الشرق العربي وأول مرة تملي فيهـا إرادتها على شعربه وسكانه.

وقبل أن يسدل الستار على هذه الأحداث الكبرى هاجم الفرنسيون الجزائر1، ثم كانت ثورة عرابي في مصر2، وثورة المهدي في السودان3، وكان لكل منها تأثيرها الكبير في عالمنا كله.

تلك خلاصة وجيزة لأخبار الثورات التي تفجرت في البلدات العربية خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر والثالث عشر بعد ثورة نجد ونهضتها ، فهي منها بمثابة الرائد، شق لها الطريق، وفتح لها الأبواب فدخلتها وواصلت سيرها.


  1. هاجمت فرنسا الجزائر سنة ١٨٣٠ فانبري الجزائريون لمقاومتها وقاتلوها اصدق قتال بقيادة الامير عبد القادر الحسني.
  2. ثار المصريون بقيادة احمد عرابي باشا على الحكم السيء الذي أقامه الخديوي سنة ١٨٨٢
  3. ثار السودانيون سنة ١٨٨١ بقيادة المهدي على الحكم المصري السيء وسعياً وراء إنشاء حكم ديني إسلامي فكان لهم ما أرادوا.
- ۱۹ -