انتقل إلى المحتوى

صفحة:بنت فكر.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
﴿٢١﴾
فلفقده كل القلوب تفطرت ولهولهِ صفو الحيوة تكدرا

وقالت وكتب على نعش كريم قوم متوفٍ

هذا هو الرجل الرفيع مقامهُ وصفاتهُ الغراء عنه تشيرُ
هيهات ياتينا الزمان بمثلهِ فردٌ فما لعلاهُ قطُ نظيرُ

وقالت

صروفٌ دعتني ان افيق من الكرى ومنها غدا الخل الوفي غير هاجع
وما جعل الايام تفرق بيننا فلا وابيكَ الدهر ليس براجع
فلا تك مرتابًا بصدق مودة ابت كل تكدير وعش غير جازع

وقالت مقترح عليها

أَسرتِ فؤَادي في عواكِ باسرهِ وقد رمتِ اذلالي وقلبي مولعُ
رميتِ بقلبي اسهمًا فوق اسهم فها مقلتي سهرى وكيدي تقطعُ
وما انا ممن ذل للحب قلبهُ ولكن لديكِ الأسد تعنو وتخضعُ
وكنتُ فتًى لم يدخل الحب قلبهُ وها الوم قد اصبحتُ اجثوا واركعُ
فجودي على مضنى هواك بزورةٍ ولو في منامي علَّ جفنيَ يهجعُ

وقالت وهي ابيات نظمتها حال صباها

ومذ غبتمُ عن ناظري وابتعدتمُ غدوت بصدمات التشوق ألطمُ
واذ لم تسع نفسي لضيق مكانها بجسميَ طارت نحوكم حيثُ انتمُ
وعادَ وجودي لا يقوم بذاتهِ فذابَ وروحي معكمُ تنعمُ
فلا عجب من قوة الجذب انها تلاصق جسمًا سالمًا فتهشمُ
فروحانِ قد قاما بذاتٍ وحيدةٍ وهذا لعمري في الطليعةِ اعجمُ