انتقل إلى المحتوى

صفحة:بم تقدم الأوربيون و تأخرنا و الخلق واحد- عبد الله النديم 1890.pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بمَ تقدموا وتأخرنا والخلق واحد؟

هذا السؤال لهجت به ألسنة الشرقيين واشتغل العقالء به في كل الممالك الشرقية ،فغدوا يتساءلون فيما بينهم عن الأوروبيين ،ما قدمهم وأخرنا والخلق واحد؟ 1

وكما دار السؤال على ألسنتهم ،دار عليها كثير من الأجوبة ،وكل واحد يزعم أنه عرف السبب ووقف على علل التأخر ،فمنهم القائلون :إن الجوَّ َله حكم في انفعال الأجسام بحسب ما تدعو إليه طبيعته ،وقد قضى على الشرقيين بالكسل والتقاعد عن الأعمال العمرانية كما قضى على الأوروبيين بالعمل وعلو الهمة ،وعللوا ذلك بعلل تفكرها عليهم الأدوار الماضية ،فقد أخذ الشرق أدوارا علمية مدنية استمدت أوروبا مدنيتها من دوره الأخير أيام كانت على أسوأ مما عليه الشرق الآن .ومنهم القائلون إن الدين الاسلامي مانع من التقدم ،وهو علة العلل في هذا الباب ،وأصحاب هذا القول كالببغاوات

  1. مجلة (الأستاذ) جـ – 15السنة الأولى – الثلاثاء 9حمادى الاول 1310هـ21 ، هاتور 29 ،1608نوفمبر 1892م .ص .352 – 337.