انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨٢
بشير بين السلطان والعزيز

البحر وانقسموا إلى فئات ثلاث فاتجه شبان المناصف إلى الرميلة وشبان الشحار إلى بياضة علمان وشبان الدير إلى البرغوثية. وبدأ هؤلاء بضرب العسكر المصري ومـا أن شاهدوا أفراده يتجندلون وراء المتاريس حتى استفرسوا فهجموا عليهم وأزاحوهم عنها ثم ارتدت العساكر عليهم فردوهم وهكذا دواليك حتى نفد الرصاص من جعب الثوار فاضطروا للتراجع بمؤازاة النهر بعد أن خسروا ثلاثة عشر قتيلاً مقابل عدد أكبر بكثير ولعله فاق الثلاث مئة1. وفي الثامن منه نهض الأمير فارس والأمير يوسف الشهابيان بجماعتها من الحازمية فالتقاهما الأمير إسماعيل برجاله إلى قرن الزيتون وقصدوا قتال العسكر المصري في بيروت. ولما وصلوا إلى سن الفيل كانت سباقتهم قد وصلت إلى الأشرفية فالتقاهم الأرناؤوط والنظام وهجموا عليهم فانهزموا وتبددوا وقتل منهم سبعة عشر2. وفي العاشر منه قام عثمان نور الدين باشا بعساكره من ترحيم وإلى جانبه الأمير محمود حفيد الأمير الكبير إلى ممر ضهر البيدر - طريق دمشق بيروت - وزحف منه على الثوار الذين كانوا قد اعتصموا في الجرد فوق قرية بوارش فشتت شملهم. وكان معه في هذا الزحف كل من إسماعيل عاصم بك حكمدار حلب والأمير محمود الشهابي والشيخ محمود عبد الهادي مدير إيالة صيدا والشيخ سليمان عبدالهادي متسلم نابلس وعدد من النابلسيين. وبعد أن قضى ليلته في بوارش قام منها إلى كفرسلوان ومكث فيها أربعة أيام. وكان قد أرسل كتيبة من النابلسيين إلى حمانا لاحتلالها ففعلت وسلبت ونهبت ثم عادت إلى قرية الرمتانية لقضاء الليل فيها. وقام عثمان باشا من كفرسلوان إلى بقليع فوافاه إليها الأمير بشير الشهابي وشرع في جمع السلاح فقدم إليه الشنتيري وبرأ ذاته فأعطاه أمين الأمان وجاء بعده الأمير حيدر إسماعيل اللمعي نزيلاً فأمنه أمين بقسم. ثم قبض جنود الأمير أمين على الأمير علي قايدباي والأمير عبدالله مراد والأمير منصور مراد والأمير فارس وابنه الأمير علي. فأمر الشهابي الكبير بإرسالهم جميعهم إليه ولدى وصولهم إلى بتدين وضعوا في «محرس». «ودخل الخوف والهلع على الجميع فالتجأوا إلى الأمان مقدمين بالوقت والساعة الخضوع والطاعة»3. ولم يبق خارجاً عن الطاعة سوى «جمهور


  1. حروب إبراهيم باشا للقس أنطون الحلبي ج٢ ص ٤٠ – ٤١ راجع كتابنا الأصول ج ٥ ص ١٤٠-١٤١
  2. أخبار الأعيان ص ٥٩٠ الأمير بشير الشهابي إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج ٤ ص ٤١١
  3. الأمير بشير الشهابي إلى محمد علي باشا – ١٤ تموز سنة ١٨٤٠ - المحفوظات ج٤ ص ٤١٠ - ٤١٢ وإبراهيم باشا إلى محمد علي باشا - ١٦ تموز - المحفوظات ج٤ ص ٤١٤ وعثمان باشا إلى محمد علي باشا -۲۰ تموز-المحفوظات ج٤ ص ٤١٨ اطلب أيضاً أخبار الأعيان ص ٦٠٠-٦٠١