انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧١
الفصل الثاني عشر: الثورة في سورية والحركة العامية في لبنان

وأوفد معه للغاية نفسها كلاً من شمدين آغا الشهير والأمير خليل سعد الدين. فاتصل بالشيخ محمود الرفاعي زعيم المعارضة في حوران وأصرَّ عليه ظاهراً الإذعان لأوامر الحكومة المصرية والتعاون معها ولكنه حضه باطناً على الصمود قائلاً إن مدة الحكم المصري أصبحت قصيرة وإن عساكر السلطان أصبحت بالقرب من حلب فنقل الشيخ فاضل المحاميد هـذا الكلام إلى محمد شريف باشا الذي رفعه بدوره إلى السرعسكر إبراهيم باشا1. وتعددت الوشايات على علي آغا فحوكم وترتب جزاؤه بالقتل. وقطع رأسه ورُمي في باب السرايا طوال نهار كامل.

وشاع مثل هذا عن الأمير فندي الشهابي أحد أنسباء الشهابي الكبير وقيل أنه دعـا الناس إليه في عين اللبوة بالقرب من راشيا «وتفوه بأخبار خطرة». فكتب محمد شریف باشا إلى الشهابي الكبير يلفت نظره إلى ذلك فاستبعد الأمير اللبناني «أن يقدم مير فندي على التفوه بمثل هذه الأخبار». ورجا الحكمدار أن يحقق في الأمر حتى إذا ثبتت الأمور المنسوبة تولى هو بنفسه تنفيذ العقوبة. واهتم السرعسكر للأمر وأوجب على الحكمدار أن يخبر زميله حاكم لبنان عمن نقل إليه هذه الأخبار2.

٣ - عجلون: وكتب الشيخ محمود الرفاعي إلى أهالي جبل عجلون يحرضهم على «الفتنة» فقاموا يعترضون على أشياء وأشياء، وفي طليعة المعترضين مصطفى الزبدة وصلاح عبد الرحمن ودرغام العباس وأحمد المصلح وبركات الأحمد. وجاء في رسالة وجههـا هؤلاء الأعيان أنفسهم إلى حسن آغا اليازجي وغيره من ممثلي السلطات المصرية في عجلون أن السبب في قيامهم هو أعمال الظلم التي يرتكبها محمد آغا الشوربجي والخواجة موسى نسيب يوحنا بك البحري. وقال شيوخ القرى في عريضة أخرى مؤرخة في الثاني عشر من آب سنة ۱۸۳۹ أن المتوجب عليهم كان في أوائل حكم «إبراهيم باشا» مئـة وخمسين كيساً. ثم بعد ذلك أخذ منهم خمس أهالي القرى لتعمير القرى المستجدة وترتب حال هؤلاء على الباقين وجُنّد سبع الباقين فترتب مال هؤلاء أيضاً على البـاقين3. واستمرت ثورة عجلون واتسع نطاقها واشترك فيها البدو منهم عرب صقر وعرب غزاويد وغيرهم فاضطرب السرعسكر وأمر


  1. المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص۱۸۱-۱۸۳ اطلب أيضاً تقارير أحمد شريف باشا في هذا الموضوع المحفوظات ج ٤ ص ۱۳۳-۱۳٥ و۱۸٦-۱۸۷
  2. محمد شريف باشا إلى إبراهيم باشا – ۱۷ آب سنة ١٨٣٩: المحفوظات ج ٤ ص ۱۹۰
  3. المحفوظات أيضاً ج ٤ ص ۱۸۹