انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٢
بشير بين السلطان والعزيز

وكان مصطق بك كوجوك علي قد أطل على بياس بجمع من العشائر يحرض ويهدد باسم السلطان فخشي إبراهيم أن يستفحل أمره فيستولي على بياس وبيلان ويسري الشرر إلى أنطاكية فغيرها من المناطق في مؤخرته فأمر بإرسال ألاي المشاة الثاني بقيادة رستم بك لضربه. وكتب في الوقت نفسه إلى الشهابي الكبير بوجوب إرسال ألف من اللبنانيين إلى جبال عكار «لتأديب بعض الحماديين الذين قتلوا متسلم ثلثي عكار ونهبوا بيته واستولوا على خزينة عكار. وكتب في الوقت نفسه إلى اللواء عثمان بك في كلس يأمره بالقيام إلى طرابلس ليقود الألايين القادمين بحراً إليها فيتعاون واللبنانيين في ضرب الحماديين وأتباعهم1.

وحوالي العاشر من حزيران كتب إبراهيم باشا إلى حافظ باشا قائد الجيوش العثمانيـة يقول: بما أن الدول العظمى لا توافق على اصطدامنا الذي أصبح محتمل الوقوع فتظل تكتب إلى قناصلها العامين في الإسكندرية مؤكدة لهم بأن مولانا وولي نعمتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان لا يجيز ذلك وبما أنكم على الرغم من هذا قد سقتم على فرساننـا في بولانق قوة عسكرية لضربهم وأرسلتم إلى بياس مصطق بك على رأس جماعة من فرسان العشائر وأوفدتم حاجي عمر أوغلو إلى جبل الأكراد وسيرتم على فرساننا الهناديين فرساناً نظاميين وغير نظاميين وسلمتم قرى عينتاب وأخرجتموها عن طاعتنا واستوليتم على عينتاب ووصلتم دولتكم بالأمس بإلايات الفرسان إلى موضع قريب جداً من معسكر جيشنا وأطلقتم المدافع على فرساننـا الهناديين وبما أنه لم يقع من جانبنا أي استفزاز فإننا نؤكد لكم أننا لسنا بخائفين. وإن كان لدى دولتكم أمر بإعلان الحرب تفضلوا نتقاتل. وإلا فإن كنتم تريدون أن تدهشونا بهذه المناوشات فليس هنا من يندهش منها. وخلاصة القول أن الرجولة تظهر في ميـدان القتال، وقد حررنا هذه الورقة وأرسلناها إلى عالي مقامكم مع خادمكم محمد حاذق بك لتتفضلوا وتشعرونا بمرامكم. فرد عليه حافظ باشا برسالة مماثلة حملها إلى المعسكر المصري أحمد بك. وخلاصة هذا الرد أن الولاء للسلطات بالأفعال لا بالأقوال وأن السبـاهيين الذين أوفدوا لقتال الهنادي إنما فعلوا ذلك مدافعين عن الحدود العثمانية إذ سبق للهناديين أن اقتربوا جداً من بيرەجك بداعي التجسس واعتدوا على قرى أورفة ونهبوا مطحنة معينـة إلى أن يقول «وقد حدث أن فقد بعض هؤلاء السباهيين خيولهم وأخـذوا يبحثون عنها فوصلوا إلى موضع تابع لعينتاب وبيرەجك وكان هناك ثلاث مئة من الفرسان الهناديين فخرج من بينهم


  1. إبراهيم باشا إلى الأمير بشير الشهابي - ٥ حزيران سنة ١٨٣٩: المحفوظات ج ٤ ص ۱۱۰ اطلب رسالة مصطق بك إلى أعيان بيلان: المرجع نفسه ص ۱۲۰