انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٠
بشير بين السلطان والعزيز

حلب وحماة والمعرة خمس عشرة ساعة. فإذا ما اجتاز علي باشا الفرات وانطلق عرب الجربة إلى نواحي حماة وحمص ودمشق أصبح شرق بر الشام من المعره إلى دمشق خراباً بلقاً1.

والواقع أن العثمانيين بدأوا يتحركون في أوائل نيسان فغادروا مراكزهم ونزلوا مهرولين إلى بيرەجك والفرات وأنشأوا الطوابي ثم اجتازوا الفرات في منطقتهم إلى ضفته اليمنى بجد ونشاط واقتربوا من عينتاب وتوجهوا في اتجاه كولك2. فكتب إبراهيم إلى مصر يطلب النجدة ويؤكد أنه سيجمع جميع ما لديه في بر الشام إذ أنه بمقدوره أن يسوس هذا القطر بأورطتين من الجنود وبنصارى جبل الدروز أي لبنان – يقول هذا فيسأل هل يهجم عليهم إذ وجد فيهم نقطة ضيفة أم ينتظر إلى أن يصلوا إلى أراضيه3.

فأجابت مصر أن حكومة روسية اتصلت بقنصلها مشددة عليه وجوب السعي لمنع وقوع الحرب وأن الجناب العالي يرى أن حركات العثمانيين على الحدود توجب عليه إما الانتظار إلى أن يصل إلى هدفه بموجب ترتيباته أو مماشاة القناصل في الأمر وإن المصلحة تقضي بالتحفظ الشديد كي لا تبدأ مصر بالحرب4. فقام إبراهيم يعمم هذا الأمر ويشدد على ضباطه بوجوب اتباعه فكتب إلى محمد كاشف في الثاني والعشرين من أيار يقول: تتحدثون من ذلك السباهي الذي أطلق عليكم البندقية ودخل الأراضي التابعة لنا ثم تستعلمون فرهاد بك هم إذا كان يجوز لكم أن تطلقوا البنادق فيما إذا أطلقها عليكم أمثال السباهي المار الذكر. اعلموا أن الموقف الآن غيره فيما مضى بحيث إذا أطلق أي واحد بندقية أولاً على شخص آخر فهؤلاء يقضون عليه. إياكم ـن تقتربوا من الحدود ويجب عليكم أن تبتعدوا منها دائماً على مسافة ساعتين وأن لا تطلقوا عليهم بنادق ما لم يأتوا هم إلى مكانكم ويطلقوها عليكم. وإن قلت إذا ضربناهم أولاً فسيكون ذلك في صالحنا بخلاف ما إذا ضربونا هم أولاً فإنه يضرنا فلا بأس لأن الموقف كما ذكرت، فيجب أن تبتعدوا عن الحدود دائماً مسافة ساعة أو ساعتين. إياكم ثم إياكم من أن تطلقوا البنادق ما لم يطلقوا هم بنادقهم أولاً وإن لم تفعلوا كما قلت فستذهب أدراج الرياح جميع الأتعاب التي قاسيتها إلى الآن، فاطلب إليك بصفـة قطعية مراعاة هذه النقطة بدقة بالغة وتعمل على ضبط جمـاح العرب5. وكتب في


  1. إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ٤ ص ٤١-٤٢ و۸۱
  2. إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ٤ ص ۳۳ و۳۹
  3. إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ۱ ص ۳۰ و۳۹
  4. المعية السنية إلى إبراهيم باشا ١٠ أيار سنة ١٨٣٩: المحفوظات أيضاً ج ٤ ص ٥۳
  5. المحفوظات كذلك ج ٤ ص ٧٣-٧٤