انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤١
الفصل السابع: الاضطرابات والقلاقل

يتولى قيادة العساكر غير النظامية وأضاف أن مصطفى باشا قائد باسل يحسن الحرب في الجبال1.

وقارب فصل الشتاء نهايته وخشي دروز حوران جفاف الصيف ففزعوا إلى إخوانهم في إقليم البلان ووادي التيم وهب هؤلاء لمعونتهم فسلبوا خيالين من «خيالة المصلحة» لخيولها وسلاحها بالقرب من قريتي عنقيتا وشويا ونهبوا في سعسع عشرين حمل جبخانه واشتبكوا في بيت جن مع عساكر الأمير مجيد حفيد الشهابي الكبير وفي المساء تفرقوا وازداد عددهم حتى بلغوا أربع مئة خيال وألفاً من المشاة. فأمر السرعسكر أحمد بك أمير لواء المدرعين أن يزحف على إقليم البلان ووادي التيم بألاي المشاة السادس وعساكر السكبان الذين حضروا من أدنة. ثم علم السرعسكر بوصول مصطفى باشا من كريت إلى بيروت فأمره بالاتصال بحفيد الشهابي الكبير وبالتعريج على حاصبيا وراشيا في طريقه إلى دمشق «لتأديب الثوار فيهما»2.

وفي الرابع من نيسان زحف أحمد بك المشار إليه بألاي المشاة السادس وعساكر السكبان بطريق سمع إلى قرية دربل فوقا فواقع الدروز فيها وتغلب عليهم وكان عددهم يزيد على السبع مئة والخمسين، فسقط منهم جمع غفير وخسر أحمد ثلاثة عشر قتيلاً وخمسة وستين جريحاً3. وكان شبلي آغا العريان قد خرج من اللجاة على رأس مئتي فارس واتخذ قرية مجدل شمس مقراً له فقام أحمد بك بقوته إليـه واضطره أن يخرج منها ويتجه نحو حاصبيا4. ولدى وصول العريان إلى وادي التيم قصد بلدته راشيا عند الفجر ودخل دار الحكومة فيها وذبح ابن الجفري متسلمها ثم أخذ يتجول بين القرى يهيج أهلها فقاموا معه وما فتئ حتى أصبح عدد رجاله أربعة آلاف . فأرسل إبراهيم باشا ألفاً لقتاله ومئة من المدنيين وبعض المدافع وتصدى لهم العريان فكرهم فاتجهوا نحو راشيا واعتصموا بقلعتها فحاصرهم الدروز من كل صوب. ووصل المدفعيون فاتخذوا لمدافعهم مراكز في الوعر العالي وحاصروا البلدة فصبر الدروز على هؤلاء حتى الليل ثم أفلتوا عليهم ثمانين ثوراً فظن المدفعيون أنهم دروزاً والتهوا وما أن فعلوا حتى أدركهم الدروز من الوراء فقتلوا معظمهم وأسروا الباقي ثم شدوا الحصار على القلعة ومنعوا عنها كل وارد فجاع المصريون فيها وبعد أن أكلوا خيولهم اندفعوا منها إلى الخارج تحت ستار الليل وفروا إلى البقاع فلحق بهم الدروز وما


  1. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا وسليمان باشا: المحفوظات ج۳ ص ٣٥١. ثم كتب فيا بعـد بإرسال ألاي الغارديا الثالث ص ٣٥٥
  2. إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ۳ ص ٣٧٦-۳۷۸
  3. إبراهيم باشا إلى حسين باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۷۹-٣۸۰
  4. أحمد بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۳۸۱-۳۸۲