انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

لفظ الجزار أنفاسه في ربيع السنة ١٨٠٤ فتنفًّس أهل «بر الشام» الصعداء حامدين المولى على انتهاء دوره وتبارى شعراؤهم في تأريخ هذا الفرج بعد الشدة، فقال شاعر القصر في لبنان آنندٍ:

یا آل برّ الشام بشراكم فقد
مات الذي أنشأ المظالم وانتهك
الخائن الغدار سفاك الدما
من كان في قتل النفوس قد انهمك
عكا تنادي اللطف يا مولاي من
هذا الظلوم فكم دمٍ فيّ سفك
بل كم يتيمٍ في الورى ويتيمةٍ
منه وكم في الحي أرملةٍ ترك
لا يرحم الرحمن تلك الروح ما
دار المدار وطال ما دار الفلك
لما احتسى كأس المنية واصطفى
دار اللظى ومع الرجيم قد اشترك
أنشدت مسرورا وبالتاريخ جا
هو ذلك الجزار أحمد قد هلك1

وبوفاة الجزار بعد زوال ظاهر العمر من قبله عاد إلى لبنان نفوذه لا بل سيطرته على مقدرات بر الشام السياسية. ويرجع هذا النفوذ إلى عاملين أساسيين أولها قوة لبنان العسكرية والثاني شخصية أميره ومدبر أموره بشير الثاني الشهابي الكبير.


  1. نسب الأمير أحمد الشهابي المؤرخ (لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، طبعة رستم والبستاني بيروت ١٩٣٦، ج ٢ ص ٤١٠) هذه الأبيات إلى المعلم نقولا الترك، شاعر الأمير بشير الكبير. على أنها وردت في إحدى نسخ ديوان الترك منسوبة للشاعر إلياس إدّه. (راجع ديوان المعلّم نقولا الترك، طبعة فؤاد افرام البستاني، بيروت، ۱۹۷۹، ص ۱۷۲).