عليه توكلت و به أستعين
و بعد ، فقد تم إلى تدريس الجغرافيا من الوجهة الأقليمية بالمدارس الابتدائية سنين عدة تمكنت فيها فهم عقلية التلميذ ، والنزول إلى مستوى إدراكه ومناقشته باللغة التي يفهم بها، وتذليل ما يقف في سبيل كل ذلك من عقبات بفضل المران العملي المتكرر للدرس الواحد، في أكثر من فصل، بالفرقة الواحدة . وكان رائدي في ذلك المصورات الطبيعية والسبورة حتى أترك بذهن التلميذ صورة واضحة للموضوع الذي أشرحه له .
ثم رأيت أن أردف ذلك مصورات تخطيطية ، تقوم مقام الألوان في المصورات الطبيعية ، لتستقر هذه الصورة الذهنية بمخيلة التلميذ عند الاستذكار ، وأن أربط له الحقائق الجغرافية ربطة منطقيا يسهل فهمه ، ويساعد الحافظة على أداء مهمتها دون كبير جهد .
وتجمعت لدي بذلك مذكرات متفرقة الشمل ينقصها التبويب ، إذ لم أكن أقصد مطلقا أن أخرجها كتابا يتداول . وأخيرا رأيت أن أعمد إلى جمعها ونشرها ، وأملي أن أكون قد وفقت في الميدان العام : فلم يقتصر مجهودي على من أدرس هم من أبنائي التلاميذ .
وإذا سمحت هذه الأمنية فسوف أعيد الكرة مستعينة بالألوان الطبيعية ، مستغنيا عن هذه الأشكال التخطيطية ، حتى يكون بين يدي تلميذنا الصغير مصور حقيقي يجمع له بين ميزتى الكتاب والأطالس . وما توفيقي إلا بالله .؟
المؤلف