( ۲۱۰ )
حال الى حال . لان كل تغيير في الامم انما يكون نتيجة لمجموع فضائل وصفات وأخلاق وعادات لا تتولد في النفوس ولا تتمكن منها بالتربيةأى بواسطة المرأة
فاذا أراد المصريون ان يصلحوا أحوالهم فعليهم ان يبتدأوا في الاصلاح من أوله. يجب عليهم ان يعتقدوا بان لا رجاء في ان يكونوا أمة حية ذات شأن بين الامم الراقية ومقام في عالم التمدن الانساني قبل ان تكون بيوتهم وعائلتهم وسطا صالحا لاعداد رجال متصفين بتلك الصفات التي يتوقف عليها النجاح . ولا رجاء فى ان البيوت والعائلات تصير ذلك الوسط الصالح الا اذا تربت النساء وشاركن الرجال في أفكارهم وآمالهم و آلامهم ان لم يشاركونهم في جميع أعمالهم
هذه الحقيقة مع بساطتها وبداهتها قد اعتبرها الناس يوم جاهرنا بها في العام الماضى ضربا من الهذيان وحكم الفقهاء بانها خرق في الاسلام وعدها الكثير من متخرجي المدارس مبالغة في تقليد الغربيين بل انتهى