(۸۹)
كلهم تحت كنفه انقلب الحال . ولم يبق للقتال حاجة الا في أحوال مخصوصة يتولاه فيها أناس معروفون . واقبل افراد الامةرجالا ونساء بعضهم على بعض بتنافسون في أمور أخرى . فمنهم المتنافسون في المجد بالعلم ومنهم المتسابقون اليه بالثروة وفيهم المجدون في طلبه بالصناعة والتجارة والزراعة . واتسع الميدان لتجادل العقول . والمرأة انسان مثل الرجل . زينتها الفطرة وهبةالعقل فحق لها ان تسمو اليوم الى ما يقرب من درجته ان لم تستطع أن تساويه فيها. ثم تبع هذه الحالة كثرة الحاجات واصبح المقصر في سعيه الساقط في عزمه القاعد في كسله وجهله مهددا بالموت محفوفا بخطر العدم . وفتح على الناس بذلك باب جهاد جديد . فاهل البلد الواحد يتزاحمون في طرق الكسب ويتدافعون في سبله بوسائل العمل وحيل العقل . وجميعهم يزاحم الاجنبي الذي سهل عليه مخالطتهم بسهولة المواصلة وتوفر اسباب الامن. وما هذا الجهاد بالهين السهل بل هو مما يحتاج الى أعمال