٦٠
ساسو ! ساسو ! أنت هنا ياساسو ؟ ثم يرتفع صوته فجأة بنداء صارخ عنيف ممطوط، يردده الصدى في الغابة كلها : ساسو…
فيرتاع حور، ويظن بعقل الملك الظنون، ويغير موقفه خلف الملك فيواجهه في شجاعة ترده إلى اليقين :
— مولاى ! يحرسك الإله ! أين ساسو يا مولاى ؟ ادع الإله أن يردها عليك، إنه سميع مجيب !
و يفيق الملك، فيدركه الحياء. ثم ينظر إلى حور فيقول :
— إنها هنا يا حور. قلبي يحدثنى أنها هنا… إن قلبي لا يكذبني. أشم رائحتها. أشمها في نفسي وحسى. إنها هنا بلاشك… ثم تجحظ عيناه، و يبدو في هيئة المجانين و ينطلق صالحاً :
— ألم أقل لك : إنها هنا يا رفيقي. انظر ها هي ذي ساسو. ها هي ذي ساسو. ساسو. ساسو. أنت هنا. أنت هنا., ,
و يقذف بنفسه عن ظهر الفرس، ثم يعدو كالمجنون !
و ينظر حور إلى حيث ينطلق الملك، و يسمع من حيث صار الملك. فيدركه الدوار، ويمسك رأسه بيديه من الدهش. إنها ساسو حقيقة. وهي بين أحضان الملك تغمغم : « وأنت