في الصباح نبأ المرض الخطير، خطفت القلوب، واهتزت الأعصاب وتوجه الناس بالصلوات والدعوات أن ينجى الإله الملك… ثم انصرف كل إلى شواغله ليرتزق منها ويعيش !
بقى قلب واحد لا يطمئن إلى هذا الذي يقال ، ولا يرضى بالحيلولة بينه وبين من يهواه. ذلك هو قلب الأميرة تيتى. فما بال اللك الشاب ينقلب بين الصبح والمساء من الصحة الموفورة ، والشباب المنصور ، إلى المرض الداهم والداء الخطير !
وما بالها تحجب عن الملك المريض وهو ابن عمها القريب وخطيبها الحبيب ؟ أو ممكن أن يتم هذا الانقلاب كله ما بين يوم وليلة ؟
ثم ما بالها لا ترى وجه دور تابعه الأمين ؟ لقد قيل لها :
إنه بعث في رحلة إلى الصحراء لإحضار بعض العقاقير النباتية التي أشار بها الأطباء. ولكن هذا كله لم يكن ليطمئن فؤادها المضطرب ، أو يأخذ طريقه إلى قلبها المتوجس. لقد ظلت هواجس سوداء تندس في نفسها وتوسوس في صدرها : إن هنالك لأمراً. و إنها لا تدرى ما الأمر ، ولكنها تحس أنه شيء آخر غير الذين يقولون !!!
وعندما غادرت القافلة حدود المدينة وجد الملك نفسه يعرج