بالصياح ؟ . . واختليا عن ساسو وراحا يقرران أمراً لا تدريه. . وأدرك شهرزاد الصباح ، فسكتت عن الكلام المباح.
فلما كانت الليلة الثانية قالت :
... ونرجع يا مولاي بالحديث إلى الفارس الجميل . فنجده قد دار دورة أو اثنتين في دروب الغابة ومنعرجاتها ، مندفعاً كأن قوة سحرية تدفعه إلى وجه غير معلوم ؛ حتى إذا انتهت الدفعة ، المجهولة، ووقف الركب من خلفه، وقف ساهما لا يدرى أين يذهب ولا كيف يروح أو يجيء . ثم إذا به يلوى عنان فرسه ، ويكر راجعاً إلى مكانه . ورجال حاشيته من الخلف لا يفكرون أول الأمر ، ولكنهم ينتبهون بعد فترة إلى اضطراب حركات الملك وإلى أنه يذهب ويجيء في غير قصد مرسوم .
وحينها يبلغ الركب مكان الفتاة والأغنام يتلفت الملك هنا وهناك فلا يجد أمامه شيئاً ، و ينخطف قلبه ويدق دقات سريعة أن يسأل أحداً من رجال الحاشية عن الفتاة التي كانت هنا منذ لحظة ؛ ولكنه يحس بقسوة المراسم وضغط التقاليد.
و يتحول شعوره المكتوم هذا إلى حركة جامحة يدفع إليها فرسه