۱۲۰
الجامد حياً ؟ والفتى مغمض العينين تائه عن الوجود ، وحينها أحس بحرارة الجسد الهامد بين يديه كان لايزال في غيبوبته ، يطالع حلمه الذي يغمر نفسه . فما راعه إلا صوت قريب منه وصوت آخر بعيد :
صوت يجاور أذنه : يالله !كيف قد جئت وأنا لا أدرى ؟ ! وصوت بجوار الباب : رباه ! شاب في مخدع الأميرة ! كانت المعجزة قد تمت يا مولاي . ففي اللحظة التي انتفض فيها التمثال الجامد حيا سرت الحياة في القصر و المدينة جميعاً . وكانت الوصيفة القائمة بالباب تنظر فترى الفتى في مخدع الأميرة ، وكانت الاميرة تنظر فترى الشاب ، وهو هو فتاها . ( فهو من نسله وهو شبيهه )
وكاد يجن . وهو يبصر المعجزة الكبرى . وجمدت الالفاظ على شفتيه ، إلا جملة واحدة ظل يرددها ساها حالما مبهوتا : وقعت المعجزة . وقعت المعجزة . . .
وعجبت الأميرة : ما باله هكذا مبهوتا مأخوذاً . وحسبته يذكر معجزة النصر على المغيرين ، أو معجزة التقائه بها بعد اليأس والقنوط . فراحت تقول :