۱۲۳
محراب ، ثم باعد وقارب ، والدليل يثرثر من حوله بالقصة العجيبة وهو مستغرق في التمثال ، كأنما استعال إلى تمثال ! وظل الدليل ينتهى من القصة ثم يعيدها حتى مل ، فصمت و بدا عليه الضيق من هذا الزائر الذي ينظر ببلاهة إلى التمثال ولا يزايله ، ودخل زائرون آخرون وخرجوا ، وهو واقف وقفته الذاهلة . . . وأخيراً نبهه الدليل في استقال إلى أن وقت الزيارة قد انتهى . فخرح يجر رجليه جراً ، وهو يعاود النظر إلى التمثال بين لحظة وأخرى !
-
منذ ذلك اليوم - يامولاى – والفتى المثال ينتظر الصبح بفارغ الصبر ، لينطلق إلى المدينة المسحورة ، ثم لا يضيع لحظة واحدة في مشاهدة التماثيل الأخرى ، إنما يقصد توة إلى مخدع الأميرة ، حيث يقف طول مدة الزيارة حيالها كالعابد المتبتل الذي يتطلع إلى إله !
وتكررت زياراته ولاحظ الحراس والأدلاء أطواره ، فلقبوه بالمجنون ، وصاروا يتغامزون عليه كلما دخل أو خرج ، وهو ذاهل عنهم بالتطلع إلى تمثاله الجميل !