انتقل إلى المحتوى

صفحة:الفاروق.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

دينكم ثم صارت تلك النعم خواصها وعوامها في دولتكم وزمانكم وطبقتكم وليس من تلك النعم نعمة وصلت إلى امرى، خاصة إلا لو قسم ما وصل إليه منها بين الناس كلهم اتعبهم شكرها وقدحهم حقها إلا بعون الله مع الايمان بالله ورسوله فاتم مستخلفون في الأرض قاهرون لأهلها قد نصر الله دينكم فلم تصبح امة مخالفة الدينكم إلا أمتان امة مستعبدة للاسلام واهله يجزون لكم يستضعفون معائشهم وكدا ئحهم ورشح جباههم عليهم المؤونة ولكم المنفعة وامة تنتظر وقائع الله وسطواته فى كل يوم وليلة قد ملا الله قلوبهم رعبا فليس لهم معقل يلجأون إليه ولا مهرب يتقون به قد دهمتهم جنود الله عز وجل ونزلت بساحتهم مع رفاعة العيش واستفاضة المال وتتابع البعوث وسد الثغور باذن الله مع العافية الجليلة العامة التي لم تكن هذه الأمة على احسن منها مذ كان الاسلام والله المحمود مع الفتوح العظام فى كل بلد فما عسى أن يبلغ مع هذا شكر الشاكرين وذكر الذاكرين واجتهاد المجتهدين مع هذه النعم التي لا يحصى عديها ولا يقدر قدرها ولا يستطاع أداء حقها إلا بعون الله ورحمته ولطفه فنسأل الله الذي لا إله إلا هو الذى ابلانا هذا ان يرزقنا العمل بطاعته والمسارعة إلى مرضاته واذكروا عباد الله بلاء الله عندكم واستتموا نعمة الله عليكم وفى مجالسكم مثنى وفرادى فان الله عز وجل قال لموسى اخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله وقال المحمد صلى الله عليه وسلم واذكروا إذا تم قليل مستضعفون في الأرض