انتقل إلى المحتوى

صفحة:الصديقة بنت الصديق (1943) - العقاد.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

كانت نظرة العرب إلى المرأة نظرة طبيعية مرتجلة

وتعنى بالنظرة الطبيعية المرتجلة أنها النظرة التى لا يشوبها إحساس دخيل من وهم العقائد أو حكم التشريع ، ولكنها تمضى على الفطرة التى توحيها ضرورة الساعة أو ضرورة البيئة ، وتختلف على حسب اختلاف هذه الضرورات

فالعرب لم يضربوا اللعنة قط على المرأة فى جاهليتهم الأولى ، لأن اللعنة التي ضربت على المرأة فى القرون الأولى وامتدت إلى القرون الوسطي إنما جاءت من الإيمان بالخطيئة التى انحدرت بآدم وحواء من نعيم الفردوس ، وأصبحت المرأة ملعونة موصومة بالنجاسة والشر عند بعض الناس لأنهم ألقوا عليها تبعة الشهوات التى تثيرها فيهم وجعلوها حبالة للشيطان مذ كانوا يحسون بغوايته الخفية كلما أحسوا بغواية الشهوة الحيوانية ، ومناطها المرأة قبل غيرها من هذه الأحياء

فالعرب لم ينظروا قط إلى المرأة هذه النظرة ، ولم يحكموا عليها قط بالنجاسة والأصالة فى الشر والخباثة ، لأنهم لم يعرفوا الخطيئة بهذا المعنى في عهد الجاهلية