انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

وهرول الى رومة، وتسلم ازمة الحكم فيها (٢٤٤–٢٤٩ب.م). ومما يروى عنه انه تقبل النصرانية سراً. وفي السنة ٢٤٩ انتفض الجند في مناطق الدانوب فأرسل فيلوبوس العربي القائد ديقيوس ليخمد ثورتهم. وما ان وصل اليهم حتى نادوا به امبراطوراً (٢٤٩–٢٥١) فحارب فيلوبوس وقتله في موقعة فارونة. وقام ديقيوس يحارب القوط في البلقان في السنة ٢٥١ فسقط في ميدان القتال في ما وراء الدانوب. فنادى الجند بغالوس امبراطوراً (٢٥١–٢٥٣) واشرك هذا هوستيليانوس بن ديقيوس في الحكم معه ثم قتله. وعم داء الطاعون في اثناء حكمه جميع انحاء الامبراطورية فزاد في الطين بلة. ثم عمد اميليانوس هذا وهو قاهر القوط إلى خلع الامبراطور في السنة ٢٥٣ فحلّ محله ولكن الجنود قتلوه بعد اربعة اشهر من الحكم ونادوا بفاليريانوس امبراطوراً بعده (٢٥٣–٢٦٠ب.م) فأَشرك هذا ابنه غاليانوس في الحكم معه وقاما يحاربان قبائل الافرنج في غالية والالماني في شمالي ايطالية والقوط عند الدانوب والساسانيين عند الفرات. وفي اثناء حصار الرها في السنة ٢٦٠ وقع فاليريانوس اسيراً في يد شابور وتوفي اسيراً، وتابع غاليانوس الحكم بعد ابيه (٢٦٠–٢٦٨) وجابه ما كان اشد هولاً: ضغط البرابرة ولا سيما القوط الذين انقضوا من البحر الاسود بمراكبهم الخاطفة، وظهور عدد كبير من المنافسين. فدخلت الامبراطورية في فترة الطغاة الثلاثين واشهرهم تتريقوس في غالية واسبانية. ولا يجوز القول إن أُذينة العربي كان منهم لأنه حافظ طوال عهده على الولاء القانوني الشكلي لغاليانوس. واعتبره هذا شريكاً له في الحكم. وسقط غاليانوس محارباً ضد اوريولوس في السنة ٢٦٨. ولكن الجنود نادوا بكلوديوس الثاني (٢٦٨–٢٧٠) امبراطوراً فقتل هذا اوريولوس وقهر الالماني والقوط ولكنه توفي بالطاعون فخلفه اوريليانوس (٢٧٠–٢٧٥) اذ نادى به جنوده امبراطوراً. وصالح القوط وتنازل عن حقوق رومة

١٦