انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


الفصل العاشر



تمشرق الفكر والفن والدولة


الدولة تتطور فتتحول الى دولة شرقية : وانتهى أمر الامبراطورية الغربية بمقوط رومة في السنة 471، واستقر البرابرة في غالية و اسبانية وافريقة و ايطالية و في جزء من الليرية. فأصبح ما بقي من الدولة الرومانية شرقية صرفة. واشتمل على شبه جزيرة البلقان ما عدا اطرافها الشمالية وعلى اميرة الصغرى حتى جبال ارمينية وعلى سورية حتى الفرات وعلى مصر والقيروان. رفل اهتمام الأباطرة بالغرب وشؤونه فنودي برقیانوس امبراطورة في السنة ۵۰ دون استثارة الامبراطور الغربي في رابينة. وجرى مثل هذا في السنة 407 عندما تبرأ لاوون الاول عرش القسطنطينية. ولم تعبأ حكومة القسطنطينية بما حل برومة من كوارث. فلم يحاول مرقیانوس بذل أي مساعدة عندما دخل الوندال إلى رومة في السنة 405. واختط لأوون الأول لنفسه سياسة سلم و مسالمة في علاقاته مع البرابرة في الغرب. وزاده تمسك بهذه السياسة فشله في حملته على افريقية في السنة 468. ولم تكن محاولة التوحيد بين الشرق والغرب، تلك المحاولة التي قام بها زينون في السنة 488، سوی دلم طاری لا قيمة له. وتطور في هذه الآونة نفسها نظام الحكم في الداخل فأصبح شرقية