ذلك إلا علي سبيل الانتقاد علي تصرفات رفعة النحاس باشا كما أخذ يشرح لنا كيف هدد هو الإنجليز بالاستقالة ابرضوا بأن يقرضوا الحكومة المصرية القمح وان رفعة النحاس باشا ادعي الفخر لنفسه ولا أدري ما الذي يهم الناس من قراءة هذا والحكومة متضامنة فيما تفعله كما أننا لا ندري كيف اضطر هو الانجليز الي اقراضنا القمح وعلى أي جيش وعلي أي سلاح أعتمد هو في تهديده وهم انها يعملون بارادتهم ففضل الاقراض عائد عليهم ولو شاءوا لرفضوه ، فكلام كهذا لافائدة من ذكره وليس فيه الا الفخفخة والافتخار الكاذب وما كان لمثل هذا الافتخار أن يقدم في عريضة لمليك البلاد .
وفى نظرى أن ذلك الكتاب فيه كثير من التطويل الممل والاعادة التي يسأمها الإنسان حتى انى لا اتغالي اذا شبهته بأناء كبير ملىء ثريدا ثم قطع فيه نصف رطل من اللحم قطعا صغيرة لا تكاد ترى من الثريد وقدم للناس ليأكلوا منه اللحم لا التريد فلم يستطيعوا الوصول الي ما يريدون الا بشق الأنفس . فنحن في ذلك الكتاب نكد وتعمل لتصل الى شيء صغير طالع من أجله صفحات وصفحات ولو وضع هذا الكتاب اديب بارع لما تعدى في كتابه60 صفحة على اكثر تقدير وكان يكون لكلامه اذ ذاك وقع في اتهام النحاس باشا لأنه يسهل على القارىء مهمته في حصر ذلك الاتهام