انتقل إلى المحتوى

صفحة:الحجاب.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الله عِنْدَما تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ أن يلحِقني بِكَ فَلَا خَيْرَ لي في الحياة من بَعْدِكُ.

ثم انْفَجَرَتْ باكِيَةً، ففتح عَيْنْيهِ، وَأَلْقَى عَلَى وَجُهِهَا نَظْرَةً باسِمَةً كانَتْ هِيَ آخِرَ عَهْدهِ بالحياة، وقضى.

* * *

الآنَ عْدْتُ مِنَ المَقبرةِ بعدَما دَفَنْتُ صَدِيقي بيَدي، وَأَوَدَعْتُ حُفْرَةَ القَبْرِ ذَلِك الشبابَ النَّاضِرَ، والرَّوْضَ الزَّاهِرَ.

وجلستُ لِكِتَابةِ هذهِ السُّطورِ، وأَنا لا أَكَادَُ أَمْلِكُ مَدَامِعي وَزَفَرَاتي، فلا يُهَوَّنُ وَجْدي عليهِ إِلَّا أَنَّ الأُمَّةَ كانت على بِابِ خَطَرٍ مِنْ أَخْطارِها فَتَقَدَّم هو أَمامَها إلى ذلكَ الخَطَرِ وَحْدَه، فَاقْتَحَمَهُ، فمات شهيداً بَيْنَ يَديْها، فَنَجَتْ بِهَلاكِه.

[تَمَّـتْ]