انتقل إلى المحتوى

صفحة:الحجاب.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولعلّ الّذين كانوا يُطيفُون بي، وَيَتَودَّدُونَ إِلَيَّ من أَصْدقائِي إِنَّما كانُوا يَفُعلونَ ذلك مِنْ أَجَلِها لا مِنْ أَجْلي، ولَعَلَّهم كانُوا يُسْمُونني فيما بَيْنَهم وبينَ أَنْفُسِهم قَوَّاداً، ويُسَمُّون زَوْجَتِي مُومِساً وَبَيْتِي مَاخُوراً.

فوَارَحْمَتاه لي إِنْ بَقِيثُ على ظَهْرِ الأَرْضِ بَعْدَ اليومِ ساعةً وَاحِدةً، وَوَالَهَفاً على زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايا قَبْرٍ عَميقٍ يَطْويني ويَطْوِي عَارِيَ مَعِي.

ثُمَّ أَغْمَضَ عَيْنَيهِ وَعَادَ إِلى ذُهولِهِ وَاسْتِغْراقه.

وهُنا: دَخلتِ الحجرةَ مُرْضِعٌ وَلَدِهِ تحملُهُ على يَدِهَا، حَتّى دَنَتْ بهِ مِنْ فِرَاشهِ، فَتَرَكَتْهُ وَانْصَرَفَتْ.

فما زَالَ الطِّفْلُ يَدْبُّ على يَدَيْهِ حتى عَلا صَدْرَ أَبِيهِ، فَأَحَسَّ بهِ ففتحَ عَيْنَِيْهِ، فَرَآهُ، فَابْتَسَمَ لِمَرْآهُ،