انتقل إلى المحتوى

صفحة:الحجاب.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكانت تَفْهَمُ معنى الحب وَتَجْهَلُ معنى الغرام، فَتُحِبُّ زوجَها لأَنَّهُ زوجُها، كما تُحِبُّ وَلَدَها لِأِنَّهُ ولدُها، فإِنْ رَأَى النِّساءُ غَيْرُها أَنَّ الحُبَّ أَساسُ الزواجِ، رَأَتْه هي أَنَّ الزَّواجَ أساسُ الحُبَّ، فَقُلْتُم لها:َ إِنَّ هؤلاءٍ الّذين يَسْتَبِدُّونَ بأَمْرِكِ مِنْ أَهْلِكِ لَيْسوا بِأَكْبَرَ مِنْكِ عَقْلاً، ولا أَفْضَلَ رَأْياً، وَلَا أَقْدَرَ على النَّظَرِ لَكِ مِنْ نَظَرِكِ لِنَفْسِكِ، فلا حَقَّ لهم في هذا السُّلْطانِ الّذي يَزْعَمُونَه لأنفسِهم عَلَيْكِ، فازْدَرَتْ أَباها، وتمردت على زَوْجِها، وأَصْبَحَ البيتُ الذي كان بالأَمْسِ عُرْساً مِنْ الأَعراسِ الضاحكة مَناحةً قائِمةً لا تَهْدَأُ نارُها، ولا يَخْبو أُوارُها.

وقُلْتُمْ لها: لا بُدَّ لكِ أَنْ تَخْتارِي زَوْجَكِ بِنَفْسِكِ حَتِّى لا يَخْدَعَكَ أَهْلُكِ عن سَعادَةِ مستقبلكِ فاخْتارَتْ بِنَفْسِها أَسْوأَ مِمَّا اخْتارَ لها