- FA
قدناه أمير المسلمين عنها بأضعافها ليخرج عن أياديه وتم الصلح بينهما وذلك يوم الاحد الموفى عشرين لشعبان من سنة أربع وثمانين وست مائة ، ولما تعرفه الى بلده أمره رحمة الله تعالى أن يبعث اليه بما يجده في بلاده بابدى النصارى واليهود من كتب المسلمين ومصاحفهم فبعث اليه منها ثلاثة عشر حملا فيها جملة من الكتاب العزيز وتفسيره كابن عطية والثعالبي ومنها كتب الحديث وشروحاتها كالتبذيب والاستذكار وكتب الفروع وكتب الاصول واللغة والعربية والادب وغيرها فامر ربه الله بها فحملت الى مدينة فاس فحبسها على طلبة العلم بالمدرسة التي بناها نفعنا الله تعالى بقصده، وبعد انصراف شاتجة الى بلاده رجع امير المسلمين الى الجزيرة فدخلها في السابع والعشرين من شعبان المذكور فوجد القصر الذي بنا له بالمدينة الجديدة والمشور والجامع قد تم ذلك لله وفريح منه فنزل بالقصر المذكور وقام به شهر رمضان وصلى الجمعة بجامعها المكرم وصلى بمشورعا صلاة الاشفاع ولم يتخلف عنه ليلة واحدة فكان لا يزال قائما من أول الصلاة إلى أخرى موادها على ذلك حتى انقضا شهر رمضان المعظم وقد قضى حقه صياما وقياما وكان الفقهاء يبيتون عنده في كل ليلة منه فيذا كرهم في فنون العلم فإذا كان ثلث الليل الآخر قام الى ورده و مناجات ربه يساه خلاص نفسه رحمة الله حتى انصرف شهر رمضان فلما كان يوم عيد الفطر انصرف من المصلّى الى قصره وقعد بالمشور المبارك ودخل عليه اشياخ بني مرين والعرب فقعدا بين يديه ياكلون الطعام فلما فرغوا من كلهم رفع اليه الفقيه الأدبب البارع أبو فارس عبد العزيز المجحدسي الدار الملزوزى النجار قصيدة ذكر فيها غزوات أمير المسلمين فى تلك السنة وغزوات بنيه وحفدته وامتدح قبائل بنی مرین ورتبهم على منازلهم وذكر فضلام وفيامهم بالجهاد وأمر الدين وذكر قبائل العرب على اختلافها وبناء البلد الجديده التي على الجزيرة والدار وحلول أمير المسلمين بها وصلاته جامعها وذكر منبرى الشريف والهية بعيد الفطر والشكر له على قيامه بامر الدين والحقبـله دخل العام فانشدها بين يديه بمجلسه ذلك قاربه الفقيه ابو زید انداسی الدار المعروف بالقرابلي وأمبر المسلمين يصغى الى انشادها وجميع أنيان بن مرين والعرب يستمعونها حتى أتى على اخرها فقبل يديه الكريمتين فامر للقارى بماني دبنار وأمر للناظم بالف دينار وخلعت له ثياب ومرسنوب صيدة هذه ــقـ جتهد
