الاندلس بعددهم وأسلحتهم فاجتمعت الجيوش المنصورة، وفى يوم الاربعاء الخامس والعشرين من صفر المذكور بعث امير المسلمين عياد العاصمي إلى حصن سالوقة قاغار عليها وقتل هنالك جملة من الروم وفى يوم الخميس السادس والعشرين من الشهر المذكور ركب امير المسلمين في جميع المسلمين فوقف على مدينة شريش وبعث الخيل والبغال الى حصاد الزرع ونقله إلى الحلة ولم تبق بالمحلة دابة الا جاءت موقورة بالقمح والشعير فترغدت المجلة منه وبعث أمير المسلمين وزيريه الشيخين ابا عبد الله محمد بن عطوان وأبا عبد الله محمد بن عمران برسم التطلع على حصن القناطر وحصن روضة فركبا وسارا اليها في نحو الخمسين فارسا فداروا باسوارها من كل جهة فعاينوا من ضعف من بها من النصارى فاسرت نفوسهم ثم رجعوا فاخبروا بذلك امير المسلمين، وفى يوم الجمعة السابع والعشرين منه قعد أمير المسلمين في محلته ولم يركب وكان قعوده ذلك حيلة على النصارى حتى اطمأنوا أنه لن يركب اليهم فى ذلك اليوم فخرجوا ببقرهم وغنمهم يرعونها حول المدينة فكان لهم الأمير أبو علي منصور بن عبد الواحد في الزيتون في نحو ثلاث مائة فارس من المسلمين مفترقة فأغاروا عليهم فقتلوا الرجال وغنموا الاموال ومع اقامة أمير المسلمين في ذلك اليوم بالمحلة لم يقعد المجاهدون على الغارات، وفي يوم السبت الثامن والعشرين من الشهر المذكور ركب أمير المسلمين وركب معه سائر المجاهدين فسار حتى وقف على مدينة شريش فقاتلها ساعة ثم انصرف عنها وأمر الناس بقطع العنب والكرمات فقُطع منها شيء كثير ورجع في عشي النهار الى محلّته، وفى يوم الاحد التاسع والعشرين من الشهر الذكور عقد امير المسلمين لحفيده الامير ابى على منصور بن عبد الواحد راية على الف فارس وبعنه الى اشبيلية وركب هو على عادته الى شريش فوقف عليها وأمر الناس أيضا بحصدالزرع وقطع الكرمات والزيتون وسار أبو على منصور بالف فارس من بني مرين وعرب المعاصم والخلط والافتج والاغزاز غدوة الأحد المذكور إلى نصف النهار فنول على جبل اجرين فصلّى هنالك العصر فركب وركب الناس فساروا حتى غربت لهم الشمس على القنطرة من تحت الاقواس فنزل هنالك حتى اكلت الدواب بسير من علفها وأسرى بالخيل حتى أصبح بين جبل الرحمة وبين أشبيلية وكمن هنالك حتى ارتفعت الشمس فاستدعا الأمير أبو على منصور رؤوس الجيش من المسلمين واخذ معهم فى المشاورة فيمن يغير على اشبيلية ومن يبقى معه فتفوق رايهم
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/233
المظهر