انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/218

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢١٨


فدخله في أوّل يوم من شعبان فأقام به وكتب كتابا إلى الاشياخ والقبائل من بنى مرين والعرب وسائر قبائل المغرب يستنفرهم للجهاد فثاقلوا عليه فلم يزل يحرضهم وهم يلودون ويتناقلون الى ان دخلت سنة خمس وسبعين فلما رءا اتقال الناس على الجهاد وتثبّطهم عن الجواز جدّ نفسه وخاصّته فخرج من رباط الفتح في أول يوم من محرم من سنة ست وسبعين وست مائة فسار حتى وصل قصر المجاز فجاز منه الى طــريــف وذلك في الخامس والعشرين من محرّم المذكور

الخبر عن جواز امير المسلمين أتى يوسف الى الاندلس برسم

الجهاد وهو الجواز الثاني

قال المؤلف عفا الله عنه لما رءا امير المسلمين أبو يوسف تثاقل الناس عن الجهاد خفّ اليه بخاصّته ونهض الى الجواز وسار نحوه بعزيمته فخرج من رباط الفتح في أوّل يوم محرم مفتتح عام ستة وسبعين فوصل الى قصر المجاز وقد تلاحق به الناس حين راوا عزمه وعلموا جدّه فتداركت فى اخره قبائل بني مرين والعرب والمطوعة وقبائل المغرب من المصامدة وصنهاجة وأوربة وغمارة ومكناسة وغيرهم فاخذ في تجويز الجيوش حتى فرغ منها ثم جاز هو في اثرهم فنزلوا بساحل طريف وذلك في اليوم الثامن والعشرين من محرم المذكور ثم ارتحل عنها الى الجزيرة فاقام بها ثلاثة أيام وخرج الى رندة فوصلها ونزل خارجها واتاه هنالك بنو اشقيـلونة وهم الرئيس أبو اسحاق صاحب واد ياش والرئيس أبو محمد صاحب مالقة فسلموا عليه وساروا معه وتحت لوائه إلى غزو اشبيلية فارتحل عن رندة في أول يوم من ربيع الأول المبارك من سنة ستّ وسبعين فوصل أشبيلية فنزل قريبا منها وكان بها الفنش ملك النصرانية فلما سمع بنزول أمير المسلمين اليه لم يمكنه الا الخروج اليه فخرج بجيوشه وجنوده ووقف حول المدينة بعساكره وحشوده واصطفت عساكر الروم على ضفة الواد الكبير في استعداد عظيم وعدد كثير جسيم وكلّيم في الدروع السابعة والبياضة اللمعة والسيوف البواثر والجوائش والحراب والمغافر شعاعها يذهب بالابصار ويدهش الادهان والافكار فزحف اليه أمير المسلمين بجيوش المجاهدين وأبطال بني مرين وذلك يوم مولد نبينا محمد صلى الله علیہ وسلم فلما تضارب الجمعان والتقى العيان بالعيان نزل أمير المسلمين فصلّى ركعتين على عادته ودعا الله تعالى