خلقه وأسراه فان العدو الطاغية لعنه الله لما قربنا من چاه وتوافقنا بازان بلغناه الدعوة وخيرناه بين الاسلام والمجزية والحرب فاختار الحرب فوقع الاتفاق بيننا وبينه على املاقات في يوم الاثنين للخامس عشر لرجب وقال الجمعة عيد المسلمين والسبت عيد اليهود وفي عسكرنا منهم خلف كثير والاحد عيدنا نحن وافترقنا على ذلك واضمر اللعين خلاف ما شرطه وعلمناه انهم أعمل خدع ونقص عبود ناخذنا اعبة الحرب لهم وجعلنا عليهم العيون ليرفعوا الينا أحوالهم فانتنا الانباء في سحر يوم الجمعة الثاني عشر من ان العدو قد قصد بجيون نحو المسلمين يرا انه قد اغتنم فرصته في ذلك الحين فنبذت اليه ابطال المسلمين وفرسان المجعدين تتغشته قبل أن يتغترف وتعدت قبل أن يتعداها وانقضت جيوش المسلمين في جيوشهم انقضاض العقاب على عقيرته ووثبت عليهم وثوب الاسد على فريسته وقصدنا برايتنا السعيدة المنصورة في سائر المشهدة المنشرة ونظروا الى جيوش المتونة نحو الفنش فلما أبصر النصارى رأيتها المشتهدة المنتشرة ونظروا إلى مراكبنا المنتظمة المظفرة واغشتهم بروق الصفاح واصلتهم سحائب الرماح ونزلت بحوافر خيونهم وعود الطبول بذلك الفياح واللحم النصاري بطاغيتهم الفنش وحملوا على المسلمين حملة منكرة فتلقاهم المرابطون بنيات خالصة وهم عالية فعصفت رياح الحرب وركبت دائم السيوف والرماح بالذهن والضرب وصاحب المهج وأقبل سيل الحماء فى هرج ونزل من سماء الله على أوليائه النصر العزيز والفرج وولى الفنش مطعونا فى احدى ركبتيه طعنة افقدته احدى ساقية في خمس فارس من ثمانين ألف فارس ومائتي ألف رجل قادم الله الى المصارع والمتف العاجل وتخلص لعنه الله إلى جبل هذالك ونظروا النهب والنيران في محلته من كل جانب وهو من اعلى الجبل ينظرها شزراً وحيد عنها صبرا ولا يستطيع عنها دفعا ولا لها نصراً فاخذ يدعوا بالقبور والويل وبرجوا النجاة في ظلام الليل وأمير المسلمين يحمد الله قد ثبت في وسط مراكبه المطفرة تحت ظلال بنود المنتشرة منصوراً لجهاد مرفوع الاعداد ويشكر الله تعالى على ما منحه من نيل السؤال والمراد فقد سرح الغارات في محلاتهم تهدم بنائها وتصحلم دخانها واسبابها وتريه راى العين دمارها وتهيب والفنش ينظر اليها نظر المغشى عليه وبعض غيطا وأسفا على انامل كفيه فتتابعت البهرجة الغرار رؤساء الاندلس المنهزمين نحو بطليوس والغار فتراجعوا حذارا من العار ولم يثبت منهم غير زعيم الروساء والقواد ابو القاسم المعتمد بن عباد فاقي الله امير المسلمين وهو مهيض الجناح مريض عنة وجراح فيناه بالفتح الجليل والصنع ۳۵
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/98
المظهر