أمر الناس بتغير اسم الباب الذى بناه أخوه وترك اضافتها اليه فاسقط الناس العين من عجيسة وأدخلوا عوضا منها الألف واللام فقالوا باب الجيسة فبقى ذلك الى الان وكانت مدة اقامة الفتوح يحارب اخاه عجيسة ثلاث سنين متوالية الى أن دخل عليه عدوة القرويين ليلا بالغدر فقتله وملك العدوتين ولم ينزل الفتوح على ملك مدينة فاس الى أن أذاه المتونة فنزلوا عليه وضيقوا عليه بالحصار والغارات فتخان عنها ووليها ابن عمه معنصر بن المعز بن زيرى بن عطية وذلك في سنة سبع وخمسين واربع مائة فكانت أيام الفتوح بها خمسة أعوام وسبعة اشهر وكلها في شدة وخوف وجماعة وحرب وغلاء مفرط الخير عن دولة الامير معنصر بن امعز بن زيرى بن المغراوي بمدينة فاس عطية لما تخلى الفتوح بن دوناس عن ملك مدينة فاس ولى ابن عم أبيه معنصر بن المعز بن زيرى بن عنية فبايعته قبايل مغراوة الذين بها وذنان فى شهر رمضان المعظم من سنة سبع وخمسين واربع مائة وكان معنصر ذا حزم ورأتي وتدبير واقدام وشجاعة وتجدة فبقی امیرا علی مدینتی فاس يحارب لمتونة إلى أن اشتد عليه الامر وعظمت الحرب في بعض الوقائع ففقد فلا يُدرا ما فعل الله به وذلك في سنة ستين واربع مائة ودخل الملثمون مدينة فاس بعد فقد معنصر بن السعر خمسة أيام مع أميرهم يوسف بن تاشفين الصنهاجي اللمتونى وفى الدخلة الاولى لهم بها دخلوها صدح بالامان فقام الامير يوسف بن تاشفين بها أياما ثم ارتحل عنها الى جبال غمارة وترك بها عامله في مادة فارس من المتونة فانى تميم بن معتصر في جمع عظيم من زناتة فدخلها على من بقى بها من مدونة وقتلهم ومثل بهم بالمحرق والصلب وقام بها وملكها وضبطها ولم يزل يقاتل بها لمتونة الى ان اشتد عليه الحصار فدخلها عليه الامير يوسف عنوة بالسيف بعد حروب كثيرة وفى الدخلة الثانية الكبرى قتل بيا من مغراوة وبنى يفرن في جوامعه وازقتها ما يزيد على العشرين الف رجل وذلك في سنة اثنتين وستين واربع مائة، فدنت ايمر بها نحو السنتين وكانت أيام مغراوة وبنى يفرن بالغرب المئة سنة وذلك من سنة اثنتين وستين وثلاث مائة إلى اثنتين وستين واربع منة وفي أياميم تبدنت فاس وعظم شانها وبنيت الاسوار على أرياضيها وحصنت ابوابي
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/72
المظهر