يعرف و يعلم صحّة نسبته و حاله و من اين قدم و الى اين يسير و انى اكره ان تعرّض لدماء اهل البيت او ينالهم اذى من سببى فلك الامان و لهما فسر اليهما و فل لهما يخرجان من عملى ليلا يصل خبرهما الى المهدى فيخرجكما من يدى و قد اذن لكما فى الخروج ثلاثة ايام فسار الرجل الى ادريس و مولاه راشد فاعلمهما الخبر فعزما على الخروج الى المغرب فاشترى لهما الرجل راحلتين و لنفسه أخرى و صنع لهما زادا يبلغهما الى افريقيّة و قال لراشد اخرج انت مع الرفقة على الجادّة و اخرج الى مع ادريس على طريق غامض اعرفه لا تسلكه الرفاق و موعدنا مدينة برقة انتظرك بها حيث ءامن عليه الطلب فقال الراى ما رايت فخرج راشد مع الرفقة على الجادّة فى زى التجار و خرج ادريس مع الرجل المصرىّ على البربة حتى وصل به مدينةبرقة فقعدا بها حتى لحق بهما راشد فجدّد لهما الرجل هناك رادا يبلغهما و ودّعهما و انصرف راجعا الى مصر، و سار ادريس مع مولاه راشد الى افريقيّة يجدّان السير حتى وصلا الفيروان فافاما بها مدة ثم خرجا الى المغرب الاقصى، و كان راشد من اهل النجدة و الشجاعة و العلم و الحزم و القوة و العقل و الدين و النصيحة لاهل البيت فغمد الى ادريس حين خرج به من القيروان فالبسه مدرعة صوف خشنة و عمامة غليظة و صيّره كالخادم له يامره و ينهاه كلّ ذلك خوفا عليه و حياطة له فلم يزل على ذلك حتى وصل به الى مدينة تلمسان فاستراح بها اياما ثم ارتحل عنها نحو بلاد طنجة فسار حتى عبر وادى ملوبة و دخل بلاد السوس الادنى و السوس الادنى حدّه من وادى ملوبة الى وادى امّ الربيع و هو اخصب بلاد المغرب و اعظمها بركة و السوس الاقصى من جبل درن الى وادى النون فسار ادريس و مولاه راشد حتى نزلا بمدينة طنجة و هى يومئذ قاعدة بلاد المغرب و امّ مدنه اذا لم يكن بالمغرب مدينة اعظم و لا اقدم منها، و قد ذكرنا تاريخها و من بناها فى كتابنا الكبير المسمى بزهرة البستان فى اخبار الزمان، فلما وصل ادريس الى مدينة طنجة اقام بها اياما فلم يجد بها مراده فرجع مع مولاه راشد حتى نزل مدينة و ليلى قاعدة جبل زرهون و كانت مدينة و ليلى مدينة متوسّطة حصينة كثيرة المياه و الغروس و الزيتون و كان لها سور عظيم من بنيان الاول فنزل بها ادريس على صاحبها عبد الحميد الاورقى المعتزلى فاقبل عليه عبد الحميد و اكرمه و بالغ فى برّه فاظهر له ادريس امره و عرّفه بنفسه فوافقه فى حاله و انزل معه فى داره و تولّى خدمته و القيام بشؤنه، و كان دخول ادريس المغرب و نزوله على عبد الحميد بمدينة و ليلى فى غرّة ربيع الاول المبارك من سنة اثنين و سبعين و مائة فاقام عنده ستة اشهر فلما دخل شهر رمضان من السنة المذكورة جمع عبد الحميد اخوانه و قبائل اوربة فعرّفهم بنسب ادريس و فضله
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/7
المظهر