ذلك اموالا جليلة تزيد على مائة الف دينار ورتب فيها الفقهاء للتدريس وأسكنها بطلبة العلم وقراءة القرءان واجرى عليهم الانفاق والكسوة وحبس عليهم رباعا كثيرة نفعه الله تعالى بقصده، وفي سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة في شهر المحرّم منها جرت العين الموالية للمشرق من عيون صنهاجة بدم عبيط من نصف وقت العصر الى ثلث الليل وعادت الى حالها، وفى شهر مهلّ شعبان منها امر امير المسلمين ابو سعيد ايّده الله بنصره ببناء المدرسة العظيمة بازاء جامع القرويين شرّفه الله بذكره فبنيت على يد الشيخ المبارك ابي محمّد عبد الله بن قاسم المزوار ووقف امير المسلمين على تاسيسها ومعه الفقهاء والصلحاء حتى تاسّست وشرع في بنائها نفعه الله بذلك واجزل ثوابه عليه فجاءت علية من الدهر لم يبن مثلها ملك قط قبله واجرا بها ماء العين الغزير ورتب الفقهاء لدراسة العلم واسكنها للطلبة و قدم فيها اماما ومؤذنا وخدمة يقومون بامرها واجرى على الكلّ المرتبات واشترى الاملاك ووقف لها احتسابا لله تعالى ورجاء ثوابه، فسئل الله تعالى ان يجازيه بحسان في جنّات الخلد مع الحور الحسان وان يعطينا بركة جميع ما كتبنا هاهنا من العلماء والصالحين والاشياخ واهل الفضل والاحسان في المال والذرية وفي الدين والدنيا والاخرة يا ارحم الراحمين
کمل كتاب الانيس المطرّب روض القرطاس فى اخبار لملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس بحمد الله وحسن عونه .
تم