القتال بنفسه وذرات معه فرسان العرب ففعلوا كفعله وتبعهم رسالة سبتة ورجل المصامدة فدخلوا عليهم البرج عنية بنسيف فقتلوا فيه ثمانين عليا وأسروا ما بقى من الرجال والنساء والمسبلات وأخذوا ما فيه من السلاح والاستعة والادام والدقيق شيا كثيرا فوصلوا الى الحلة في يومهم بعد أن هدموا البرج ونسفوا أثره، وفي يوم الثلاثاء المذكور ركب امير المسلمين في سائر جيوش المجاهدين فوقى على شريش وفانليا فنلا شديدا وخرج لقتله فى زنان اليوم جميع من كان بها من الخيل والرجال والرماة فتقدمت الاغزاز ورماه المسلمين إلى جهادهم في شقوم بالنبال ثم رجعت عليهم خيل بني مرين والعرب فهزم النصارى وقتلوا منهم خلقا كثيرا بباب المدينة ، وفي يوم الخميس السابع عشر منه ركب امير المسلمين وسائر المجاهدين فسار إلى برج كان بينه وبين الحلة نحو الى عشر ميلا يعرف ينتقوط كان فيه من زعماء النصارى والشرافهم خلف تثير فتشمر المسلمون الحربة وتحصن الكفرة بالبرج واستعدوا للقتل وت تلوم المسلمون فتدلا شديدا واحدقت بهم رعاة المسلمين فقتلوا منهم نحو الستين رجلا وانتهم الرجال الى البرج فدخلوا عليهم في أسفاه وملوه حنيا وأضرموا فيه النيران وخرجها عنه فبقيت النار تعمل في البرج بقية يومهم ذلك والليل له الجمعة إلى نصف النهار فلما رعا النصارى ما لا ناقة لهم به من النار والسيام استسلموا والتقوا بيدينهم الى الأسر واسر فيه منة وتسعون علي وأربع وسبعون أمراة وغنم المسلمون جميع أموالهم ودواتهم وأسلحتهم وقدم البرج وقطع ما حوله من الاشجار ورجع أمير المسلمين الى المحتلة، وفى يوم السبت التاسع عشر منه وصل الى المحلة عبد الرزاق البتفوق فاخبر أمير المسلمين بقدوم ولده الامير يعقوب من بلاد العدوة وأنه تركه وحلته على مدينة ابن السليم وأنه وصل بجيش عظيم من المسلمين فقبص بهم القضا وتضيق بهم الأرض وأنه قتل أهل مدينة ابن السليم فضلا شديدة فقتل منهم خلقا عديدا ففرح المسلمون بقدومهم وخرج الى لقائه الشيخ ابو الحسن على بن زجدان في جماعة من بني عسكري ويرم عن قدوم الامير ان يعقوب من أبي لما خرج العدوة برسم الجياد الأمير أبو يعقوب من بلاد العدوة الى الاندلس في جيوش وافرة من المجاهدين والمنوعة سار حتى قرب من محلة والده أمير المسلمين وبعث الى والده 4.
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/238
المظهر