اسر وتمنين المذكورة، فلما كان في أول يوم من صفر من سنة أربع وثمانين وست مائة وقد تكامل الناس بالجواز جاز الى الاندلس فنزل بطريف ثم سار الى الخ ها الى الخبر عن جواز امير المسلمين أتى يوسف الى الاندلس وهو الجواز الرابع قال المؤلف عفا الله عنه جاز امیر المسلمين أبو يوسف الى الاندلس برسم الجهاد وهم الجواز الرابع وذلك يوم الخميس الخامس من صفر من سنة أربع وثمانين وست من فنزل جزيرة طريف ثم سار منها الى الخضراء فقام بها أياما ثم خرج منها غازي الا بلاد الروم فسار حتى وصل إلى وادى لة فوجد الزرع في اقبالها والخيرات في تناعيبا قيت الغارات فى بلاد الروم ثم ارتحل فنول مدينة شريش ينتقل الى غيرها من بلاد الروم حتى باقى على اخر بلاد الروم التى يوالى المسلمون وينزل على كل قاعدة من قواعدهم يحضرها حتى يقضى الله تعالى فى ذلك بما يشاء فكانت هذه نيته وكان نزوله مدينة شريش فى اليوم الموفى عشرين من صفر من سنة أربع وثمانين وست مائة فدن من يوم نزوله اياها اذا صلى الصبح ركب وركب جميع المجاهدين فيقف على باب مدينة شريش ثم تفترق الجيوش في أحوازها لافساد الزروع وقطع الثمار وتخريب القرى فلا يزال رحمه الله واقعا من أول النهار الى صلاة العصر فاذا صلى العصر رجع إلى بيته ورجع المسلمون الى محالهم فكان لا يفتر عن تحريض المسلمين ولا عن الوقوف عليهم وسبب مداومته على هذا الحال أنه علم أن النصارى دمرم الله قد تفرغت مخازنهم من الزرع وأن الغلا قد عم بلادهم والجوع قد استولى على سائر أقطارها فخاف أن يتمكنوا من هذه الطائفة فيتزودون بها ويكون لهم فيها بلغة عيش فداوم على افساد الزروع لاجل ذلك ودأب على قطع المرافق عنهم بالكلية، وفى اليوم الرابع والعشرين من شهر صفر المذكور وصل الى محلة من كان بقى على بخير واقطارها من بني مرين والعرب بعد ما أفسدت نول جميع ما كان على بخير من الزروع وجنات وكرمات واشجار ومروا على مدينة ابن السليم فأفسدوا زروعها وقتلوا منهم واسروا، وفي هذه الايام وصال من كان من فرسان المسلمين يطريف ووصلت الرجال التي كانت مرتبة في حصون أقامتها هنالك
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/232
المظهر