المغرب في القديم والجديد وفى الأن قاعدة ملوك بني مرين أضل الله أيامهم وأعلى امرهم وخلد سلطانهم فبي يتم في اتحمل الرفيع والشكل البديع وقد جمعت مدينة فاس بين عذوبة الماء واعتدال الهواء وطيب المدرة وحسن الثمرة وسعة للحرث وعظيم بركته وقرب الحطب وكثرة عودة وشجرته وبينا منزل موثقة وبساتين مشرقة ورياض مورقة واسواق مرتبة منشقة وعيون منهمرة وانبار مندفقة منحدرة والشجار ملتفة وجنات دايرة بها مختلفة، وقالت الخدماء أحسن موضوعات المدن أن تجمع المدينة خمسة اشياء وفي النهر الجارى والحرث الطيب والحذب القريب والاسوار الحصينة والسلطان ان به صلاح حالها وأمن سيلينا وكف جبابرتها، وقد جمعت مدينة فاس هذه الخصال التي في كمال المدن وشرفيها وزادت علينا محسن كثيرة نذكرها بعد ان شاء الله تعالى قليها الحرث العظيم سقيا وبعاد على كل جهة منها ما ليس هو على مدينة من مداين المغرب وعلينا الحطب العظيم بجبل بنى بهلول التي في قبلتها يصبح كل يوم على أبوابها من احتمال حضب البلوط والفحمة ما لا يوصف كثيرة، ونهرها يشقها بنصفين ويتشعب في داخلها انهارا وجد اولا وخلجانا فتخلل الانهار ديارها وبساتينها وجناتها وشوارعها واسواقها وسامتها وتطحن به ارحامها وتخرج منها وقد حمل انغالها واقذارها ورحاضاتها وقد انشد الفقيه المدنيج الزاهد أبو الفضل بن النحوى في مدحها واوصافها يا فاس منك جميع الحسن مستوق وساكنوك جميع الرزق قد رزق وماءك السلسبيل الصافي أم الورق هذا نسيبك أم روح لراحتنا أرض تخللها الانهار داخلها حتى المجالس والاسواق والطرق وكان الفقيد أبو الفضل بن التحوى من أهل العلم والدين والورع وانفضل ذكره صاحب كتاب التشوف من أكبر رجال المغرب، والفقيه الكاتب البارع إلى عبد الله المغيلة في وصفها ويتشوق أنيها حين ولى انقضا مدينة أزمور يا فاس حب الله أرضاك من ترا وسقاك من جنوب الغمام المسيل يا جنة الدنيا التي اربت على حمن بمنظرها البني الاجمل غُرف على غرف ويجرى تحتها ماء الدمن الرحيق السلسل وبساتين من سندس قد زخرفت بجداول كلايم أو كالفصل بجامع القرويين شرف ذكره تململ انش تذکر ینیج و بشحنه زمان المصيف محاسن جمع العشى القرب فيه استقبل واجلس ازاء الخصمة الحسنى واكرع بها عيني فديتاي وانيل ذل
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/17
المظهر