انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وسامعيها والشاعرين بها تأثيرا لا يمكن أن يرد أو يعارض فمتى سمعت بفكر جديد لا تطمعن بمقاتلته لان ذلك لا يقتله بل اتركه يسير في سبيله والظروف المؤلفة من مجموع آراء الهيئة الاجتماعية تتكفل بقتله أن كان مضراً وبأحيائه وتعزيزه إن كان نافعا ما هو غرض الفلسفة الاجتماعية ? غرضها هو البحث عن الأسباب الأولية التي تؤول إلى سعادة البشر أو تعاستهم. والفلاسفة يختلفون في استقصاء تلك الأسباب وتصويرها لكن اختلافهم يجيء دائما بالنتائج الحسنة لان الأشياء تتميز بأضدادها. هذا يشخص أمراض الناس المعنوية ويعترض على عادات وأخلاق لا ترضيه ويصف لها أدوية حسبما يقيس ويرى. وذاك يعارضه في الرأي ويصف أدوية من غير نوع. ولا تكون نتيجة هذا الاحتكاك والاختبار إلا نبذ الباطل والتمسك بالحقيقي قارئ هذه السطور سمع بدون شك في حياته كثيراً من الشكاوى والتذمرات وربما اشتكى وتذمر غير مرة من أمور مختلفة في هذه الدنيا لا يستنسب وجودها على