تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٧٥
قال هذا ومشى متبعًا خطوات راحيل ومريم إلى كوخهما، فتفرق إذ ذاك الجمع وذهب كلٌّ إلى بيته مفكرًا بما سمعه ورآه شاعرًا بملامس حياة جديدة في داخل نفسه.
ولم تمر ساعة حتى انطفأت السرج في الأكواخ وألقت السكينة وشاحها على تلك القرية وحملت الأحلام أرواح الفلاحين تاركة روح الشيخ عباس ساهرة مع أشباح الليل مرتعدة أمام ذنوبه متعذبة بين أنياب هواجسه
٨
مر شهران وخليل يكب سرائر روحه في قلوب اولئك القرويين محدثا اياهم في كل يوم عن غوامض حقوقهم وواجباتهم مصورا لبصائرهم حياة الرهبان الطامعين مرددا على مسامعهم اخبار الحكام القساة جاعلاً بين عواطفه وعواطفهم صلة قوية شبيهة بالنواميس الازلية التي تقيد الاجرام ببعضها . فكانوا يصفون اليه بفرج يضارع بهجة الحقول الظمانة بانهطال الامطار ويرددون كلامه في خلوتهم ملبسين نسمات مقاصده اجسادا من محبتهم غير