انتقل إلى المحتوى

صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۱۷ -

البردة يعني بردة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك غير صحيح، قال المؤلف: وبردة النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغنا في آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي دخلوا بها إلى مصر أن فيها بردة غير البردة التي في أيدى بني العباس، وهي موجودة عندهم إلى الآن، ولم يذكر علماء التاريخ أنه دخل إلى مصر من الصحابة ممن له بردة من اسمه صاحب البردة، وآثار النبي صلى الله عليه وسلم مثبتة عند العلماء، ويحتمل أن تكون هذه البردة بردة رجل من الصالحين» اهـ. وإنما نقلنا هذه العبارة لبيان ما فيها من الوهم، فإن وفاة ابن الزيات كانت سنة ٨١٤، وقوله عن البردة: «وهي موجودة عندهم إلى الآن» يفيد بقاءها بأيديهم إلى عصره، والصحيح أنها فقدت قبل ذلك بقرن ونيف. ولعله نقل هذا القول عن مؤرخ قديم كانت البردة في زمنه عند الخلفاء، وسها عن التنبيه عليه.

وقال المسعودي بعد عبارته المتقدمة في مصير البردة والقضيب إلى العباسيين ما نصه: «فتداولت ذلك خلفاء بني العباس إلى أيام المقتدر، فيقال: إن البرد كان عليه يوم مقتله، ولست أدري أكلّ ذلك باق مع المتقي لله إلى هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة في نزوله الرَّقة أم قد ضيع ذلك». وفى صبح الأعشى: «وكان القضيب والبردة المتقدما الذكر عند خلفاء بني العباس ببغداد إلى أن انتزعهما السلطان سنجر السلجوقي1 من المسترشد بالله ثم أعادها إلى المقتفي عند ولايته سنة خمس


  1. سنجر بن ملکشاه السلجوقي سلطان خراسان وغزنة وما وراء النهر. ولد سنة ٤٧٩ وتوفى سنة ٥٥٢ بمرو ودفن بها وهو بكسر السين وسكون النون وفتح